وبحث الوزيران سُبُلَ تعزيز العلاقات بين الأردن وكرواتيا ثنائيًّا، وفي إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.
ووقّع الصفدي ورادمان اتفاقيّةً بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية كرواتيا حول الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية.
كما بحث الوزيران تطوّرات الأوضاع في المنطقة، وأدانا العدوان الإسرائيلي على دولة قطر باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وتهديدًا خطيرًا لأمن وسيادة قطر.
وأكّد الصفدي ورادمان ضرورة التوصّل إلى وقفٍ دائمٍ وشاملٍ لإطلاق النار في غزة، ودعم الجهود القطريةالمصريةالأميركية لتنفيذ اتفاقية تبادلٍ تُفضِي إلى إنهاء العدوان، وضرورة فتح المعابر لإدخال المساعدات الكافية والفورية إلى القطاع الذي يعاني من أزمةٍ إنسانيةٍ سببها ويفاقمها العدوان.
وشدّد الصفدي على ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلّة وانتهاكاتها المتواصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وفي مؤتمرٍ صحافيٍ مشتركٍ مع وزير الخارجية والشؤون الأوروبية الكرواتي، قال الصفدي إن المحادثات المكثفة مع الوزير رادمان ركّزت على العلاقات الثنائية وكيفية زيادة التعاون بين البلدين للبناء على علاقات الصداقة التي تربط بينهما.
وأضاف الصفدي: “اتفقنا على أن نسير وفق منهجيةٍ مؤسّسيةٍ لتحديد القطاعات التي يمكن أن نتعاون فيها بشكلٍ أكبر، وبما يشمل السياحة، والطاقة، والتعاون الدفاعي، والتعاون لزيادة التجارة والاستثمار إلى غيرها من هذه المجالات. ونحن متّفقون بأن ثمة أرضيةً صلبةً لنا لأن نمضي معًا في تعاون ينعكس إيجابًا على بلدينا”.
وأشار الصفدي إلى أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة كان قضية نقاشٍ موسّعةٍ مع الوزير رادمان، وثمّن موقف كرواتيا الرافض لهذا العدوان وموقفها الداعم لحلّ الدولتين سبيلًا وحيدًا لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأعاد الصفدي التأكيد على إدانة المملكة المطلقة للعدوان على دولة قطر، وقال: “نحن في المملكة واضحون في إدانتنا المطلقة لهذا العدوان الجبان الغاشم على دولة قطر الشقيقة؛ العدوان الذي يمثّل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي ويمثّل تصعيدًا خطيرًا يعكس منهجية هذه الحكومة الإسرائيلية المارقة في تعاملها مع المنطقة؛ تتمادى في عدوانها الهمجي على غزة، وتستمر في قتل الفلسطينيين هناك، وفي إجراءاتها غير الشرعية في الضفة الغربية، وتستمر في استخدام التجويع سلاحًا — وكلّ هذا لن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر والصراع في المنطقة”.
وأضاف الصفدي: “جلالة الملك —حفظه الله— كان قد تحدّث مع سمو أمير دولة قطر أمس في رسالة واضحة مفادها أننا نقف بالمطلق مع قطر الشقيقة في أيّ خطوة تتخذها ضد هذا العدوان ومن أجل حماية أمنها واستقرارها؛ فأمنهم أمننا واستقرارهم استقرارنا”.
وزاد الصفدي: “بتكليفٍ من جلالة الملك تحدّثت مع عددٍ من وزراء الخارجية في المنطقة وخارجها من أجل أن نبلور موقفًا موحّدًا يردع هذه العدوانية الإسرائيلية ويضغط من أجل موقف دولي فاعل يقول بشكلٍ واضح إن هذه العدوانية مرفوضة، وهذا العدوان على قطر تحديدًا مرفوض، وأن الاستمرار في تدمير غزة وفي تدمير فرص تحقيق السلام في المنطقة أيضًا مرفوض، وأن يكون هذا الرفض عبر خطواتٍ عمليةٍ واضحة؛ فهذا ما تحدّثت به مع معالي الوزير اليوم، وهذا هو الموقف الأردني الواضح الذي سنستمر في العمل من أجل حشد دعم دولي وإقليمي له، ولكي ننهي هذه الكارثة التي تمرّ بها المنطقة ونضع حدًا للعدوانية الإسرائيلية”.
وتابع الصفدي: “المنطقة كلها والعالم كلّه عليهما أن يقفا طويلًا عند هذا العدوان الغادر على قطر، وأن يقرأا الرسالة التي بعثتها إسرائيل من خلال هذا العدوان. ورسالتنا إلى كلّ العالم أن هذا مؤشر على أن هذه الحكومة الإسرائيلية المارقة مستمرة في عدوانها، مستمرة في خرق القانون الدولي، لا تكترث بالميثاق الأممي ولا تحترم سيادة الدول. آن الأوان أن يتحرّك العالم جماعيًّا وبشكل فاعل ليُوظّف الأدوات التي يتيحها القانون الدولي لجم هذه العدوانية الإسرائيلية”.
وفي ردّه على سؤال، أعاد الصفدي التأكيد على أن على العالم كلّه أن يقرأ ما في العدوان الإسرائيلي على قطر من رسالة واضحة تبين أن الحكومة الإسرائيلية حكومة مارقة تعتدي على سيادة دولة كان لها دورٌ أساسي على مدى السنتين الماضيتين في السعي للتوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة وإنهاء الكارثة التي يسببها هذا العدوان. فتأتي إسرائيل في الوقت الذي تستضيف فيه قطر مفاوضاتٍ تعمل بشكلٍ متواصل من أجل التوصّل إلى صفقة تبادل تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتقوم بهذا الهجوم الغادر على هذه الدولة”.
وقال الصفدي: “الرسالة أن هذه الدولة لا تقف عند القانون الدولي، لا تحترم ميثاق الأمم المتحدة، ولا تكترث بالالتزامات الدولية، وتعتقد أنها قادرة على أن تفعل ما تشاء، وكأنها تريد أن تفرض ما تريده على منطقتنا، فيما يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم أجمع”.
وأضاف الصفدي: “السؤال الذي يجب أن يُطرح: لو اتخذ العالم موقفًا واضحًا ومنسجمًا مع القانون الدولي ومنسجمًا مع ميثاق الأمم المتحدة منذ البداية، منذ بداية ارتكاب إسرائيل لجرائم الحرب في غزة وخرقها للقانون الدولي، هل كانت ستستمر إسرائيل في هذه العدوانية وفي هذه الإجراءات؟”.
وتابع: “نتوقّع من المجتمع الدولي موقفًا واضحًا وصريحًا منسجمًا مع القانون الدولي ومنسجمًا مع ميثاق الأمم المتحدة يحمي المنطقة ويُحمي شعوبها ويُحمي أمنها واستقرارها من تصرّفات هذه الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، والمستمرة في عدوانيتها وخرقها للقانون الدولي”.
ولفت الصفدي إلى ضرورة اتباع نهجٍ مختلفٍ في التعامل مع إسرائيل وتصرفات حكومتها بعد عدوانها على قطر.
وفي ردّه على سؤال آخر، أكّد الصفدي أن كلّ ما تقوم به إسرائيل يوضح أنها تنتهج سياسة توسّعيةً عدوانيةً تهدّد أمن المنطقة، والأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وقال الصفدي في هذا الصدد: “نرى ذلك يتبدّى بوضوح في إمعانها في عدوانها الهمجي على غزة، وفي منعها إدخال الغذاء والإمدادات إلى القطاع. العالم كلّه يعلم أن ثمّة مجاعة في غزة الآن، ورغم هذه المجاعة ورغم التحذيرات الدولية، ما تزال إسرائيل تمنع إدخال المساعدات بشكلٍ كافٍ إلى القطاع وتضع معوقات أمام إدخال أيّ مساعدات”.
وحول التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، قال الصفدي: “نرى إسرائيل تتصرّف بذات الذهنية العدوانية التوسّعية في الضفة الغربية؛ المزيد من الاستيطان، المزيد من مصادرة الأراضي، حصارٌ اقتصاديّ للشعب الفلسطيني وقيادته، وإرهاب المستوطنين يتفاقم يومًا بعد يوم. ثمّة تقريبًا أربع هجماتٍ إرهابيةٍ للمستوطنين في الضفة الغربية بمعدّل يوميّ — هذا هو الواقع الذي نراه”.
وأشار الصفدي إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا ولبنان، وقال: “نرى إسرائيل تتصرّف بعدوانيةٍ غير مبرّرة في سوريا، تعتدي على أراضيها وتعبث بأمنها، تبثّ الفتنة رغم إعلان الحكومة السورية منذ اليوم الأول رغبتها في التركيز على إعادة بناء وطنها وامتناعها عن الانزلاق في صراعٍ جديد، وملتزمة باتفاقية فضّ الاشتباك لعام ١٩٧٤. ونرى إسرائيل أيضًا في لبنان تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتستمر في احتلال أرضٍ لبنانية في خرقٍ واضح لهذا الاتفاق”.
وأكّد الصفدي أن إسرائيل تسعى لفرض هيمنتها على المنطقة، “وهذا ما تظهره تصرّفات هذه الحكومة الإسرائيلية المارقة؛ وبالتالي لا بدّ أن ندرك أن حجم الخطر كبير وأن هذا الخطر يتفاقم”.
وقال الصفدي: “لم تعد العدوانية الإسرائيلية محصورةً في حدود الأرض الفلسطينية المحتلة، فقد تجاوزتها في خرقٍ واضحٍ للقانون الدولي وفي اعتداءٍ على سيادة الدول، وما يستدعيه ذلك أن نتعامل مع هذا الخطر بما يتطلّب من إجراءات، وأن نتخذ كلّ التدابير الممكنة للمساعدة في وقف هذه العدوانية.
وهنا يأتي دور المجتمع الدولي أيضًا؛ فالسابقة التي تضعها إسرائيل تقول إن الدولة التي تملك قوّة عسكرية قد تفعل ما تشاء، فكيف سينعكس ذلك على الأمن والسلم الدوليين؟”
بدوره، أشاد وزير الخارجية والشؤون الأوروبية الكرواتي غوردن رادمان بعلاقات التعاون الوثيقة بين كرواتيا والأردن، لافتًا إلى أهمية اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي الجوازات الدبلوماسية التي وُقِّعَت بين البلدين اليوم، وضرورات تعزيز العلاقات الثنائية بينهما.
وأكّد رادمان أهمية الوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس، مجدّدًا دعم كرواتيا المطلق لحلّ الدولتين “ليعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنبًا إلى جنب بسلامٍ وأمان”.
وثمّن رادمان دور الأردن في الحفاظ على استقرار وسلام المنطقة واستقباله للاجئين السوريين، مشيرًا إلى أن المملكة تُعدّ مثالًا يُحتذى به في التبادل الثقافي وحلّ النزاعات.