وتمكن فريق الشبكة من الوصول إلى الحسن في بيروت، بعد أن فر من سوريا عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.
وأوضحت الشبكة أن الحسن تحدث للمرة الأولى إلى وسائل الإعلام، في مقابلة سجلها فريقها بكاميرات خفية، قائلاً بوضوح: “بالطبع أوستن مات. أوستن مات”، مؤكدًا أن إعدامه تم تنفيذُه بأمر من الأسد شخصيًا.
وأضاف الحسن: “لا أريد حماية بشار لأنه تخلى عنا، ولا أريد حماية روسيا أو إيران، فالأميركيون يعتقدون أن لهما علاقة بالقضية، لكن هذا يتعلق ببشار وحده”.
وأكد أنه نقل أمر الإعدام إلى أحد قادة ميليشيا قوات الدفاع الوطني الموالية لإيران، مشيرًا إلى أن التنفيذ تم عام 2013، وأن الضابط المسؤول يعيش الآن في روسيا.
وبحسب الشبكة، فإن الحسن كان شخصية بارزة في النظام السوري، إذ شغل منصب المستشار العسكري للأسد وأسس ميليشيا الدفاع الوطني التي ارتكبت انتهاكات واسعة خلال الحرب. وفرضت عليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات منذ عام 2011، كما أصدرت فرنسا مذكرة توقيف بحقه عام 2023 بتهم تتعلق بجرائم حرب واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة قولها إن روايته تحتوي على “ثغرات كبيرة”، رغم أن بعض عناصرها تتوافق مع شهادات ضباط سوريين سابقين.
وأشارت إلى أن القضية عادت إلى الواجهة بعد انهيار نظام الأسد، إذ بدأ عدد من المسؤولين السابقين في الإدلاء بشهاداتهم، منهم اللواء صفوان بهلول، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الخارجية السورية، أكد في مقابلة مع الشبكة أنه استجوب أوستن ثلاث مرات عام 2012 بأمر من الحسن.
وقال بهلول: “كان أوستن شجاعًا ومتعاونًا. لم يكن خائفًا، وأحيانًا كنا نتحدث عن الموسيقى”.
وبحسب شهادات الضباط، احتُجز أوستن في مقر الحرس الجمهوري المعروف باسم الطحونة، قبل أن يُنقل لاحقًا لتصوير فيديو قصير عام 2012 ظهر فيه معصوب العينين محاطًا بعناصر متنكرين في زي جهاديين، في محاولة لإيهام الرأي العام بأنه أسير لدى جماعة متطرفة.
وأكدت التحقيقات الأميركية لاحقًا أن الفيديو كان عملية تضليل نفذها النظام السوري السابق.
وتشير شهادات جمعتها “سي إن إن” إلى أن تايس حاول الهروب من سجنه في أكتوبر 2012 باستخدام منشفة وصابونة لتسلق الجدار، لكنه أعيد القبض عليه بعد يوم واحد في حي المزة بدمشق، ثم نُقل إلى مكتب الحسن، حيث اختفى أثره نهائيًا.
ورغم مرور 13 عامًا على اختفائه، لم تتوقف عائلة تايس عن المطالبة بالكشف عن مصيره.
وقالت والدته، ديبرا تايس، في بيان أرسلته إلى “سي إن إن”: “أوستن حي، ونتطلع إلى رؤيته حراً”. وأكدت أنها لا تصدق أقوال الحسن، واصفة إياه بـ”الكاذب المرضي”.
من جانبها، أوضحت مصادر أمريكية أن القضية ما زالت قيد التحقيق، مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات يجمع الأدلة ميدانيًا في سوريا بالتنسيق مع الحكومة الجديدة في دمشق.
ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع قوله: “هذه ليست مجرد عملية بحث عن جثة، بل تحقيق جنائي فيدرالي هدفه تحقيق العدالة”.
سكاي نيوز
