السفير الصيني: منتدى التعاون العربي الصيني أكد أهمية الوصاية الهاشمية ودورها في حماية المقدسات
الوكيل الإخباري قال السفير الصيني في عمان تشن تشوان دونغ ان منتدى التعاون العربي الصيني في دورته العاشرة على المستوى الوزاري الذي اختتم اعماله في بكين الخميس الماضي اكد على دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة ودورها في حماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وأضاف السفير الصيني في مقابلة مع وكالة الانباء الأردنية (بترا) للحديث عن المنتدى الذي شارك فيه الأردن، ان هذه الدورة لها أهمية بالغة باعتبارها أول اجتماع وزاري يعقد بعد القمة الصينية العربية الأولى وتزامن مع الذكرى 20 لتأسيس المنتدى، مشيرا الى انه صدر عن الاجتماع 3 وثائق: “إعلان بكين” و”خطة العمل لمنتدى التعاون الصيني العربي في الفترة بين عامي 2024 و 2026″ و”البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية”.
وأشار الى ان الرئيس الصيني شي جينبينغ لخص في كلمته خلال المنتدى الأهمية المثالية للعلاقات الصينية العربية في تعزيز السلام والتنمية والتبادل بين الحضارات والحوكمة العالمية، وأعلن استضافة الصين للقمة الصينية العربية الثانية عام 2026، وطرح مبادرة بناء “المعادلات الخمس للتعاون” بين الصين والدول العربية، وبما يرسم خطوط بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، مشيرا الى ان المعادلات الخمس هي الابتكار، الاستثمار والتمويل، الطاقة، التجارة والاقتصاد، التواصل الثقافي والشعبي.
وبين السفير دونغ ان الجانب الصيني سيتعاون مع الجانب العربي في بناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات الصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية، وتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والملاحة عبر الأقمار الصناعية والفضاء المأهول والطائرات المدنية، مشيرا الى انه تم خلال الاجتماع عرض اعلام الدول العربية وعلم جامعة الدول العربية التي تم إرسالها إلى المحطة الفضائية الصينية، وستكون هذه الأعلام نصبا تذكاريا للصداقة الصينية العربية التي تتجاوز الزمان والمكان.
وقال، ان الجانب الصيني سيواصل التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجال النفط والغاز، وتعزيز التعاون في البحث والتطوير في مجال تقنيات الطاقة الجديدة وإنتاج المعدات لها، ودعم مشاركة شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية في مشاريع الدول العربية للطاقة المتجددة التي تتجاوز إجمالي قدرتها المركبة 3000 ميغاوات.
وأوضح ان الجانب الصيني سيواصل العمل بنشاط على تنفيذ مشاريع التعاون الإنمائي، وتسريع وتيرة المفاوضات مع الجانب العربي حول اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية، وزيادة استيراد المنتجات غير الطاقوية وخاصة المنتجات الزراعية والغذائية من الجانب العربي كما يحرص الجانب الصيني على إنشاء “المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية”، وتسريع بناء منصات مثل “الرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية” و”منتدى تنمية الشباب الصيني العربي” و”الرابطة الصينية العربية للجامعات” و”مركز الدراسات الصيني العربي للتعاون الثقافي والسياحي” ودفع بناء آلية الحوار للتعاون في التجارة الإلكترونية وزيادة عدد السياح في غضون السنوات الخمس المقبلة إلى 10 ملايين.
وفي رده عن سؤال حول دور الأردن في مبادرة الحزام والطريق، قال السفير الصيني، يصادف هذا العام الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، والذكرى 25 لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش وتغلب الأردن تحت قيادته على الكثير من الصعوبات والتحديات وتحقيق إنجازات هامة في بناء الدولة والتنمية، وتنفيذ إصلاحات شاملة وتحديثات سياسية واقتصادية وإدارية.
واكد ان الأردن والصين شريكان طبيعيان في بناء “الحزام والطريق”، للعديد من الأسباب منها الأواصر التاريخية حيث كانت البترا محطة مهمة على طريق الحرير القديم قبل أكثر من ألفي سنة وحين طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة الحزام والطريق عام 2013، كان جلالة الملك عبدالله الثاني من أوائل القادة الأجانب الذين دعموا هذه المبادرة ووقعت الحكومتان الصينية والأردنية العام الماضي على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في بناء “الحزام والطريق”.
وأشار الى الميزة الجغرافية لموقع البلدين في تعزيز التواصل والترابط حيث تقع الصين والأردن في الطرفين الشرقي والغربي لقارة آسيا ويتميز الأردن بأنه ملتقى ثلاث قارات وقلب منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فهو يلعب دورا مهما ومميزا في بناء “الحزام والطريق” من منطلق موقعه الاستراتيجي وبيئته المستقرة “كواحة للأمن” بالإضافة الى ميزته التجارية التفضيلية التي تصل العالم كله.
وقال ان الشركات الصينية تأتي إلى الأردن للاستثمار والأعمال، لا من أجل السوق الأردني فقط، وتتطلع إلى فرص العمل في المنطقة والعالم.، مشيرا الى أن الملابس ومنتجات السيراميك وغيرها التي تنتجها الشركات الصينية في الأردن حققت إقبالا كبيرا في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط.
وشاركت الشركة الصينية في إدارة مدينة العقبة الصناعية وساهمت في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية، كما تعاونت مع سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة في تطوير مدينة القويرة الصناعية التي ستنتهي قريبا المرحلة الأولى من بناء المنشآت الأساسية لها، ومن المتوقع أن تجذب هذه المدينة أكثر من مليار دولار من الاستثمار، لافتا الى أن التعاون الصناعي بين الصين والأردن يساعد في ارتقاء مستوى القطاع الصناعي الأردني وتعزيز التنافسية.
وبين ان الشركات الصينية استثمرت في شركة البوتاس العربية ما رفع إنتاج البوتاس ومبيعاته وأرباحه إلى مستويات قياسية، وساهم في إمدادات البوتاس المستقرة والأمن الغذائي في الصين. وفي الوقت الراهن يتوسع التعاون بين الصين والأردن من رأس المال والسوق إلى التكنولوجيا والمعدات والبحث العلمي.
وأشار الى ان التجارة الثنائية بين البلدين بقيت في مستوى عال خلال السنوات الأخيرة وفي النصف الأول من هذا العام تراجع حجم التجارة متأثرا بالوضع الإقليمي، لكن الرقم عاد منذ نيسان الماضي الى الارتفاع ليتجاوز 18بالمئة مقارنة مع آذار ، وازدادت صادرات الأردن بشكل ملحوظ، حيث أشار الرئيس شي جينبينغ إلى أن الجانب الصيني يحرص على زيادة استيراد المنتجات غير الطاقوية خاصة المنتجات الزراعية من الجانب العربي حيث يتميز التمر وزيت الزيتون في الأردن بجودة عالية، مرحبا بالحضور الأردني في المعارض الصينية مثل المعرض الصيني للاستيراد الذي يعقد في شانغهاي سنويا لترويج المنتجات الأردنية المميزة.
وقال، “يجمع بين الدول العربية والصين قيم مشتركة تتمثل في التساند والمنفعة المتبادلة والتبادل الحصاري، مشيرا الى أن الثقة السياسية المتبادلة والصداقة بين الشعبين أصبحت أساسا ثابتا ودافعا مستمرا للتعاون بين الصين والأردن في بناء “الحزام والطريق”.
وأشار الى ان الصين استمرت بتقدم المساعدات للشعب الأردني بكل ما في وسعها دون أي شرط وقبل أيام انتهى الجزء الرئيسي من مشروع إعادة تأهيل طريق السلط العارضة بتمويل من الحكومة الصينية، كما تم تسليم 30 سيارة إسعاف وشاحنة إطفاء متبرعة من الجانب الصيني إلى الجانب الأردني قبل فترة.
في العام الماضي وفرت الصين فرص التدريب لأكثر من 600 صديق أردني من الحكومة والشركات والمدارس والمنظمات الاجتماعية وفي هذا العام، سافر أكثر من 100 أردني إلى الصين للتدريب.
وأكد الحرص على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية مع الجانب الأردني، والاستفادة من الموارد البشرية الأردنية لتعزيز التعاون في التنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها، ومواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي ونقص المياه كما نحرص على تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية مع الجانب الأردني، وتعزيز التبادل والتعاون في مجالات التعليم والثقافة والشباب والإعلام والسياحة والرياضة وغيرها مثلما نحرص على تنفيذ مبادرة الأمن العالمي مع الجانب الأردني، وتقديم مساهمات في صيانة السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وبخصوص الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة قال السفير الصيني، إن بلاده قامت بأعمال دبلوماسية مكثفة لبلورة إجماع دولي على وقف إطلاق النار و أعرب الرئيس شي جينبينغ مرارا وبشكل واضح عن دعمه للقضية الفلسطينية العادلة وحل الدولتين، مؤكدا أنه لا يجوز استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجوز زعزعة حل الدولتين بشكل تعسفي.
وشدد على ان الجانب الصيني يدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويدعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، ووضع جدول زمني وخارطة الطريق المحدد لتنفيذ حل الدولتين.
واكد ان بلاده تنسق بشكل وثيق مع الدول العربية في الأمم المتحدة دفاعا عن العدالة والأخلاق وتعزيزا للتسوية. في تشرين الأول العام الماضي شاركت الصين في طرح قرار الهدنة الإنسانية في غزة الذي قدمه الأردن نيابة عن الدول العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وصوتت لصالحه وفي تشرين الثاني استضافت الصين وفدا مشتركا من وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية كالمحطة الأولى لهم.
وعندما تولت الصين رئاسة مجلس الأمن، عقدت اجتماعا رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية ودفعت لتبني أول قرار لمجلس الأمن منذ الصراع. وفي مارس هذا العام، وبجهود مشتركة من الصين والدول العربية، تبنى مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة للمرة الأولى.
واكد السفير الصيني أن بلاده تدين بشدة القصف الإسرائيلي العشوائي الذي أدى إلى مقتل مدنيين أبرياء، والهجمات العنيفة على قوافل الإغاثة ومؤسسات الأمم المتحدة وموظفيها، وحث إسرائيل على الامتثال لقرارات مجلس الأمن، والالتزام بالتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية ووقف الهجوم على رفح.
وقال، تعارض الصين بشكل قاطع تسييس القضايا الإنسانية، واستخدام التجويع كسلاح، واستغلال المساعدات الإنسانية كورقة مساومة في المفاوضات. وقف إطلاق النار في أقرب وقت أولوية قصوى في ولا يجوز صم الآذان أمام النداءات العادلة لأصحاب الضمير في العالم أجمع، ولا يجوز الدعوة إلى وقف إطلاق النار من جانب، وتزويد السلاح من جانب آخر وغير مقبول التحدث عن المساعدات من جانب وفرض العوائق من جانب آخر.
ولفت السفير الصيني الى أن بلاده قدمت دفعات متعددة من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى غزة من خلال القنوات الثنائية والمتعددة، مشيرا الى أن الرئيس شي جينبينغ أعلن في افتتاح الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي أن الصين ستقدم مساعدة جديدة بقيمة 500 مليون يوان لتخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع تقديم مساعدة إضافية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كما عملت الصين على تعزيز الحوار والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.