الوكيل الإخباري افتتحت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الـ20 للمركز، الذي ينظم هذا العام تحت عنوان” الإعلامية العربية في زمن التحول الرقمي: بين حرية الكلمة وخوارزميات القمع”.

اضافة اعلان


ويشارك في المؤتمر ما يزيد على 100 إعلامية وإعلامي من دول عربية شقيقة، إضافة الى الأردن، لتبادل الرأي والخبرات ومناقشة التحديات التي تواجه الإعلامية العربية وصولا الى إعلام حر ومسؤول في زمن التحول الرقمي وحماية حرية الكلمة والرأي في فضاء رقمي متسارع.


وقالت سموها في افتتاح المؤتمر، إن التحول الرقمي غير طبيعة الإعلام؛ ليفتح أمامنا آفاقا واسعة للمعرفة والتواصل والإبداع، لكنه في الوقت ذاته حمل تحديات عميقة تمس حرية التعبير وحق الإنسان في الوصول إلى الحقيقة.


وأكدت سموها، أهمية الوعي بأخلاقيات الإعلام ومسؤولية الكلمة وحمايتها في ظل فضاء إعلامي تتحكم فيه الخوارزميات بمسار الكلمة وانتشارها، وحماية الفضاء الرقمي من التحول إلى ساحة للتضليل والعنف اللفظي والإقصاء.


وبينت سموها أن الحرب على الحقيقة أصبحت أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، إذ اتخذت أشكالا رقمية جديدة، تحجب الأصوات الحرة وتحد من قدرة الإعلاميين على إيصال رسالتهم، ما يضاعف حجم التحديات والمسؤولية أمام الإعلامية العربية في الجمع بين مهنية الأداء وشجاعة الموقف.


وأكدت سموها أن محاور المؤتمر تمثل خطوة مهمة نحو بناء بيئة إعلامية أكثر عدلا وإنصافا وتعلي من شأن الإنسان، وتضمن للإعلاميات العربيات دورا فاعلا في رسم ملامح المشهد الإعلامي المستقبلي، مشيدة بدور الإعلاميات العربيات في الدفاع عن القضايا الوطنية، وتعزيز حضورهن في الفضاء الإعلامي.


من جانبه، قال وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني، إن جلالة الملك عبدالله الثاني، أكد باستمرار أن الإعلام الحر والمسؤول هو ركيزة الإصلاح والديمقراطية، وأن الكلمة الصادقة هي درع المجتمع أمام الإشاعة والتضليل، مشيرا الى الريادة التي حققها الأردن في مجال الدراية الإعلامية على المستوى العربي والدولي.


وأكد أن التحول الرقمي الذي نعيشه اليوم، ليس مجرد نقلة تقنية تجلب الكثير من الخير للمجتمعات، بل يحمل في طياته تحد أخلاقي وثقافي يتطلب وعيا جديدا بأدوات الاتصال ومخاطره، وبقدرة الإنسان على أن يبقى هو المركز، لا الخوارزمية.


وبين المومني أن المرأة العربية كانت وما زالت حاضرة في قلب المشهد الإعلامي؛ تقود وتبتكر وتدافع عن قيم الحرية والعدالة والمجتمع، مؤكدا أنها تضيف اليوم إلى رصيدها المهني بعدا جديدا يتمثل بالمهارات الرقمية، يضاعف من تأثيرها ويختبر قدرتها على التكيف مع بيئة متغيرة وسريعة الإيقاع.


وزاد أن وزارة الاتصال الحكومي، تؤمن بأن المستقبل للتحول الرقمي، ولا بد من الاستفادة منه وإدارته بحكمة ومسؤولية، إذ تعمل الوزارة على تطوير الأطر التشريعية والإعلامية التي تضمن حرية التعبير، وتحمي الخصوصية، وتواجه التضليل، وتوجد فضاء رقميا متوازنا، يحترم الكلمة ويصون الحقيقة.


وأشار المومني إلى الشغف والقناعة بحرية الإعلام ومكانة الإعلامية العربية المتميزة التي تجمعنا اليوم، وضرورة السعي إلى ترسيخ ثقافة المسوؤلية الملقاه على عاتق الإعلاميين، مؤكدا أهمية واجبهم في المساهمة بحماية مجتمعاتهم من التضليل والزيف، وتعزيز الثقة بين المواطن والإعلام، بما يعيد بناء الجسور بين الجمهور وصانعي الرسالة الإعلامية.


ولفت الى الدور المحوري للإعلامية العربية في هذا الإطار، باعتبارها القادرة على تقديم النموذج الرائد في المهنية، والتوازن، والإبداع، والتمسك بالقيم الإنسانية.


من جانبها، أشارت الإعلامية سناء منصور من جمهورية مصر العربية في كلمة الإعلامیات العربیات، إلى دور ومكانة الإعلامية العربية في مختلف وسائل الإعلام، بما في ذلك التحول الرقمي.


وأشارت الى التطور الكبير في مجال الاعلام، والذي يتطلب الاستفادة منه ومواكبة مستجداته، لا سيما في مجال الذكاء الإصطناعي، لمواجهة الاعلام المزيف والتضليل الإعلامي عبر امتلاك أدوات العصر والإعلام الحديث.


فيما، أكدت رئيسة مركز الاعلاميات العربيات محاسن الإمام، أهمية دور المركز عبر مسيرته في تعزيز حضور الاعلامية العربية وقيادة التغيير؛ بما ينسجم مع معايير النزاهة الصحفية والتمكين واثراء الخبرات.


وقالت إن المركز يواصل الدفع بعجلة التغيير من خلال الاعلام، وتمكين النساء والشباب ومواجهة العنف ضد المرأة، تحت شعار تمكين الأصوات واثراء الروايات.


وأوضحت أن مؤتمر الاعلاميات العربيات شكل على مدى 20 عاما مساحة حرة لتبادل الرأي ونقاش التحديات التي تواجه المرأة في الاعلام العربي، ويسعى اليوم نحو اعلام حر ومسؤول في زمن التحول الرقمي.


وقالت مستشارة المؤسسات والعملیات الدیمقراطیة في العصر الرقمي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ناجیا الھاشمي، إن البرنامج يستثمر في مجالات تمكن النساء من القيادة في العصر الرقمي، وليس فقط التكيف معه، مشيرة الى أكاديمية القيادة النسائية العالمية في البرنامج والتي تجمع قيادات نسائية من مختلف المجالات السياسية والإعلامية والمجتمع المدني.


واشارت الهاشمي إلى الخطر المتزايد للذكاء الاصطناعي على نوعية القصص التي تروى، والأصوات التي يجب ان تسمع وكيفية إدراك الحقيقة، في ظل إعادة تشكيل التحول الرقمي لمشهد المعلومات.


وقالت إن الخوارزميات التي تحكم الفضاء الرقمي اليوم تعمل على تضخيم الأصوات وإسكاتها في آن واحد، ما يجعل دور الصحفيات أكثر أهمية من أي وقت مضى في الدفاع عن حرية التعبير، ومكافحة التضليل الإعلامي، وضمان أن تخدم التكنولوجيا الشمولية لا الإقصاء.


واشار المستشار في بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن جيروم كاسيير، الى الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والحكومة الاردنية في مجال تمكين المرأة ومناقشة العنف ضدها، بما في ذلك حرية التعبير، ومناهضة خطاب الكراهية والتزييف الاعلامي.


واكد أهمية تمكين المرأة وتعزيز حضورها في مجال الإعلام، والاستفادة من التحول الرقمي في الفضاء الإعلامي.


من جانبه اكد السفير الألماني في عمان بيرترام فون مولتكه، أن التحول الرقمي فرض نفسه في الفضاء الاعلامي، ويشكل فرصة حقيقية للارتقاء بالعمل الإعلامي وتوظيفه لخدمة قضايا المرأة، بما يحقق مبادئ العدالة والمساواة، مشيرا الى العلاقة بين الأردن وألمانيا في مجال تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها الاقتصادية والسياسية.


ويناقش المؤتمر على مدى يومين محاور تشمل حرية التعبير في العصر الرقمي: الإعلامية العربية في مواجهة خوارزميات القمع، والذكاء الإصطناعي ومستقبل الاعلام الرقمي، والاعلامية العربية تحت المجهر: انتهاكات وتحديات وتمكين، والحماية الرقيمة ومواجهة التنمر الإلكتروني، وريادة المرأة في الفضاء الرقمي: سلوك الجمهور وتغيرات المتلقي.

شاركها.