استراتيجية أردنية مصرية لإغاثة غزة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة
الوكيل الإخباري تتجه الأنظار نحو المؤتمر الدولي الذي يستضيفه الأردن للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، في الحادي عشر من حزيران الحالي، بتنظيم مشترك مع جمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة، ويعقد المؤتمر بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.
ويعول سياسيون ودبلوماسيون على نتائج المؤتمر الذي يهدف إلى تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ويستهدف تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة، مؤكدين أن هذا المؤتمر سيكون ناجحا في ضوء المساعي المبذولة من جانب الأردن وقيادته الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني وبالتنسيق مع مصر والأمم المتحدة.
وفي حديث لوكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، أكد سياسيون ودبلوماسيون أهمية المؤتمر وتوقيته، والذي يأتي استكمالا للمساعي والجهود التي يبذلها الأردن ومصر لدعم القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب على غزة وإغاثة الشعب الفلسطيني.
وقال سفير مصر السابق بتل أبيب، عاطف سالم، إن استضافة الأردن لهذا المؤتمر المهم هو استكمال للدور الأردني المصري الأممي للتأكيد على مسؤولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية للقطاع، ومعالجة عدم قيام السلطات الإسرائيلية بالإيفاء بواجباتها كقوة احتلال، ومحاولات عرقلة التحركات التي تهدف لإيصال المساعدات لغزة، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يضع الأساس لدور دولي مشترك ومتوازن لمعالجة آثار الحرب التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتطلبت دعم أهل غزة خاصة فيما يتعلق بموضوع تقديم المساعدات.
وأضاف هذا المؤتمر يأتي أيضًا استجابة لطلب محكمة العدل الدولية، التي طالبت بفتح المعابر لتقديم المساعدات، خاصة مع تأخر تدشين الميناء الأميركي في غزة، بجانب عدة أشياء أخرى متعلقة بتحرك الكنيست الإسرائيلي بإصدار بعض القوانين التي من شأنها تقويض إيصال المساعدات المالية لغزة، مما يتطلب اتخاذ موقف لمواجهة الكارثة الإنسانية بغزة خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإغاثية الإنسانية الدولية، وبالتالي فإن المؤتمر سيكون أحد أهم المناسبات لهذا الدور.
وأشار سالم إلى تمسك مصر، خلال اجتماع القاهرة الثلاثي أمس، بضرورة انسحاب إسرائيل من معبر رفح من الجانب الفلسطيني حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى، لأن إسرائيل تمارس المزيد من الضغط في هذا المجال وتحاول السيطرة على كل المعابر ومن ضمنها معبر رفح، والذي تعني السيطرة على كل المعابر الأخرى، وربما يتم استخدامه في المستقبل كورقة في أي مفاوضات مقبلة.
ولفت إلى أن الأردن سبق واستضاف اجتماعات تنسيقية لبحث الاستجابة الإنسانية بغزة، وحضرت به منظمات أممية حكومية وغير حكومية، وبالتالي من المهم خلال هذا المؤتمر التنسيق بين الدول المشاركة والمنظمات الإنسانية والإغاثية والأمم المتحدة بكل فروعها ووكالاتها، والاستجابة الموحدة للوضع الإنساني بغزة، وذلك بناءً على طلب محكمة العدل الدولية التي طالبت بفتح المعابر لإيصال المساعدات بشكل كامل، على الرغم من محاولات إسرائيل إلقاء المسؤولية على مصر وهو أمر غير صحيح، فمصر لن تسمح لإسرائيل أن تكون هي المهيمنة على المعبر، ولن تسمح باستئناف تشغيله إلا بعد انسحاب إسرائيلي كامل من الجانب الفلسطيني من المعبر.
في سياق متصل، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، في حديثه لـ “وكالة الأنباء الأردنية”، إن استضافة الأردن لهذا المؤتمر المهم بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة، سيدشن آلية التعاون والإغاثة الدولية لجانب القضية الفلسطينية وليس سكان غزة فقط، لافتاً إلى أن الأردن ومصر سيطرحان استراتيجية تكامل بين تلك الدول والمنظمات التي ستشارك في مشروعات الإعمار وأعمال الإغاثة والدعم وغيرها، ولكون أهمية الدور الأردني المصري الرائد في دعم الأشقاء في غزة، فهما شركاء مع الجانب الفلسطيني، ويؤكد بطبيعة الحال على تحرك الدول العربية الداعمة لمثل هذه الأمور في ظل الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية.
وأكد فهمي أهمية انعقاد هذه المؤتمر في هذا التوقيت بتنسيق أردني مصري أممي، لحث المنظمات الدولية على لعب دور مباشر في هذا الإطار، مما يؤكد ضرورة أن يكون هناك تركيز على الأولويات المقترحة وأن تشارك فيها الدول المختلفة في هذا المؤتمر، لافتا إلى أن المؤتمر سيركز على إيجاد الآليات المباشرة وإيجاد مجالات للتعاون بين الأطراف المختلفة والتركيز على الأولويات المهمة في قطاع غزة وتقديم المساعدات، خصوصًا بالنسبة للمنظمات الإنسانية والإغاثة الدولية.
وأشار فهمي إلى أهمية المؤتمر كونه يذكر العالم بأن هناك قضية مهمة وهي القضية الفلسطينية، بمشاركة الشركاء العرب وعلى رأسهم الأردن ومصر بما لهم من أهمية كبيرة، فالأردن الوصي على المقدسات، ودوره حاضر في الضفة بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني ومصر أيضًا في قطاع غزة، وهذا المؤتمر سيدفع الدول الأوروبية والمؤسسات المانحة للعمل معًا والتفاعل مع الأطراف المعنية بإدارة هذا الملف.
وفي سياق متصل، أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، أن استضافة الأردن لهذا المؤتمر تأتي في توقيت استثنائي يعكس الاهتمام الكبير من جانب الأردن ومصر لحل القضية الفلسطينية ووقف العدوان على غزة كونها قضية أمن قومي للبلدين، كما يعكس المسؤولية الإنسانية لعمان والقاهرة والأشقاء العرب.
وأكد رخا أن هذا المؤتمر يستهدف حشد أكبر جهد دولي متكامل لإغاثة غزة ولإدخال المساعدات، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر، وذلك بالتوازي مع مخرجات المؤتمر المرتقبة.