بغداد/ شبكة أخبار العراق هاجمت وكالة “الاجينسي فرانس برس”، السبت، واشنطن على خلفية الاوضاع في العراق، فيما اكدت “فشل” مشروع “العراق الديمقراطي الليبرالي” الذي حاولت الإدارة الامريكية فرضه على العراق .وقالت الوكالة الفرنسية في تحليلها ، إن “الكوارث” التي تسببت بها الولايات المتحدة في العراق، بدأت قبل الغزو مع إطلاق “الأكاذيب” حول امتلاك البلاد أسلحة دمار شامل، لتتبعها لاحقا بمنطلقات صدرت عن “جهل وعدم فهم لطبيعة المجتمع العراقي او النظام الذي قضوا عليه داخل البلاد” قادت الى اهم الأخطاء بحسب وصف الوكالة، وهو “تفكيك الدولة العراقية وحل قواتها الأمنية بشكل كامل وتسليم البلد إلى إيران الإرهاب وحكمه من قبل زمرة إيرانية الأصل حاقدة على البلد لدرجة المرض”.واشارت الوكالة الى أن “بوش ارتكب الخطا الأكبر في العراق خلال تلك الفترة بمحاولته تطبيق خطة والده بوش الاب والتي اعلنها خلال تسعينات القرن الماضي مؤكدا نيته تحويل العراق الى دولة ديمقراطية ليبرالية”.وأوردت الوكالة تصريح للباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حمزة حداد، علق خلاله على الخطة بالقول “بناء الديمقراطية يتطلب وقت، وتحقيقه لا يعني إقامة (يوتوبيا) بيوم واحد”.
الوكالة أوضحت أن الإدارة الأمريكية تحت سلطة جورج بوش الابن “فشلت في تحقيق مطامح ابيه، والقت بالعراق الى حروب كانت بدايتها مع العصيان المسلح، ثم الحرب الاهلية بزعامة إيران الإرهاب وميليشياتها وعمائها الفاسدة المتخلفة ، لتتبعها بالحرب مع الإرهاب، وأخيرا هجوم تنظيم داعش الإرهابي على البلاد المدعوم من إيران “.وبينت أن الحروب وقعت تباعا بسبب “جهل الإدارة الامريكية بالعراق” بحسب وصف البروفيسور المساعد للشؤون الاستراتيجية في مدرسة كاليفورنيا البحرية العسكرية سامؤيل هيلفونت.ووفقا للوكالة فأن فشل الإدارة الامريكية بتحقيق “رغبات بوش الاب” أدت الى “أعوام من الحروب والاقتتال والفوضى التي تركت أكثر من مئة الف عراقي قتيل بمقابل 4500 امريكي فقط، فضلا عن أزمات ومشاكل فتحت صندوق الكوارث على العراق الذي ما يزال يعاني شعبه من تبعاته”، على حد وصفها.
وقالت الوكالة أيضا إنه “على الرغم من بقاء القوات الامريكية في العراق حتى اليوم، الا ان تلك الازمات والمشاكل ما تزال تتصاعد” في إشارة الى فشل الإدارة الامريكية بــ “التعلم من اخطائها السابقة”.واكدت أن “سنوات العنف غيرت من طبيعة المجتمع العراقي الذي كان وطنا يضم الوانا واطيافا مختلفة من الأعراق والأديان، لكنه فقد الان جزء كبير من طائفته المسيحية نتيجة للهجرة والهرب من البلاد، وتضاؤل اعداد الايزيديين بسبب الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش الإرهابي بحسب الأمم المتحدة”.وشددت الوكالة على أن “هذه الخسائر الكبيرة التي تكبدها العراق كانت جزءا فقط من تبعات الفشل الأمريكي”.
وأضافت أن “الامر لا يتوقف فقط عند فقدان العراق لاطيافه والالاف من ابناءه، التوتر ما يزال مستمرا اليوم بين حكومة بغداد وإقليم كردستان العراق حول تصدير النفط من زمرة البارزاني الفاسدة ، والبطالة ما تزال تنتشر في البلاد والتي وصلت الى نسبة 35% من مجموع الشباب، كما أن نسبة الفقر وصلت الى نسبة الثلث رغم امتلاك العراق لخزين هائل من الأموال بحسب بيانات الأمم المتحدة”.وتابعت أن “السياسية ما تزال فوضوية، والبرلمان احتاج الى عام كامل بسبب الخلافات لتشكيل حكومة جديدة، ومؤشر الفساد وضع العراق في المرتبة 157 في نسبه من اصل 190 دولة حول العالم وسط وعود مستمرة الصدور عن الحكومة العراقية بمكافحة الفساد”، بحسب قولها.
وبشأن مستقبل العراق، فقد أوضح حداد وخلال حديثه مع الوكالة أن “العراق ما يزال حتى اليوم محاطا بالتحديات من البنى التحتية المدمرة، الانقطاع اليومية للطاقة، شحة المياه و التأثيرات المدمرة للتغير المناخي، إلا أن العراق بات بلادا في طور التحول الديمقراطي وتحتاج ديمقراطيته الى وقت للنمو، كون التحول الديمقراطي بالعادة، فوضوي”على حد قوله.وتمر هذه الايام الذكرى الـ20 على الغزو الاميركي للعراق وإسقاط النظام السابق فيه، وسط حالة من عدم الاستقرار السياسي وتردي الخدمات والغلاء المعيشي واستمرار الازمات وحكم المليشيات وحيتان الفساد التي تعصف بالبلاد حتى يومنا هذا.