بغداد/ شبكة أخبار العراق أطلق النائب ياسر الحسيني، اليوم الثلاثاء، تحذيراً شديد اللهجة، معتبراً أن أزمة المياه في العراق لم تعد “تهديداً مستقبلياً” بل تحولت إلى كارثة فعلية بدأت تلتهم البلاد، في ظل ما وصفه بـ”شلل تفاوضي مقلق” تجاه الجانب التركي وغياب أي رؤية حكومية لحماية السيادة المائية للعراق.وقال الحسيني في تصريح صحفي، إن “ملف المياه يُدار بعقلية ردود الأفعال لا بعقلية الدولة”، مبيناً أن “الحكومة لم تستخدم حتى الآن أوراق الضغط الجيوسياسية أو الاقتصادية التي يمتلكها العراق، وتركت أنقرة تتعامل مع الملف بمنطق المصالح المنفردة فقط”.وأضاف أن “العراق اليوم يستورد كل شيء تقريباً، ولا يمتلك لا سلاح الغذاء ولا قوة الصناعة ولا حصانة المياه، ما يجعله عرضة للابتزاز الإقليمي بكل تفاصيله”، مؤكداً أن “التفاوض بلا أدوات ضغط مجرد حوار شكلي لا يغير الواقع على الأرض”.وبين الحسيني أن “الانخفاض غير المسبوق في مناسيب دجلة والفرات أدى إلى تصحر آلاف الدونمات، وانهيار قرى كاملة، ونزوح صامت لم يتم الإعلان عنه رسمياً بعد”، محذراً من أن “القادم أخطر، لأن الجفاف لم يعد أزمة بيئية فقط، بل تحول إلى شرارة تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصاد الوطني”.وختم حديثه بالقول: “إذا لم تُعِد الدولة تعريف علاقتها مع دول المنبع وتتعامل مع المياه كملف سيادي لا تفاوضي، فإننا سنستيقظ على عراق بلا أنهار، بلا زراعة، وبلا قدرة على الصمود”.يُذكر أن تقارير أممية حديثة وضعت العراق ضمن الدول الأكثر هشاشة أمام التغير المناخي، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي قد يسرع بتحول البلاد إلى واحدة من أكثر البيئات جفافاً على مستوى الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة المقبلة.