آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل،أمس الجمعة، إن “الحديث عن فشل الدولة يعني الانتقال من دولة ضعيفة إلى دولة هشة مهددة بفقدان السيطرة على وظائفها الأساسية: كالأمن (ضبط السلاح، مواجهة الإرهاب)؛ والاقتصاد بمعنى الفشل في إدارة الموارد وعدم التوزيع العادل للثروة؛ وضعف الخدمات في مجال التعليم والصحة والكهرباء؛ وانهيار الشرعية بسبب انعدام الثقة بين المواطن والدولة”.وبيّن فيصل في حديث صحفي، أن “تحذيرات الأمم المتحدة لا تتعلق بفساد إداري أو مالي عادي، بل ببنية مؤسساتية مشوهة جعلت الفساد جزءًا من آليات الحكم. وفي العراق، الفساد أصبح: وسيلة لتوزيع المناصب وفق المحاصصة؛ أداة لتمويل الأحزاب والفصائل؛ جزءًا من الاقتصاد الموازي المتمثل بالتهريب والعقود الوهمية وتحكم المليشيات بالمنافذ الحدودية”.وأوضح أن “هذا يعني أن معالجة الفساد ليست تقنية أو قضائية فقط، بل تحتاج إلى تغيير سياسي شامل في قواعد اللعبة”. مضيفًا أن “هذا يمكن تحديد الانعكاسات المباشرة على مستقبل الدولة وفق الآتي:اقتصاديًا: هدر الموازنات الضخمة، غياب الاستثمار المنتج، ارتهان الدولة للنفط، واجتماعيا: انهيار الثقة الشعبية، هجرة الكفاءات، تفكك العقد الاجتماعي، وسياسيًا: فقدان الشرعية، انسداد أفق الإصلاح، تزايد احتمالات الانفجار الشعبي، وأمنيًا: تصاعد نفوذ الفصائل المسلحة والاقتصاد غير الرسمي، ما يضعف احتكار الدولة للعنف الشرعي”.وأكد أن “المجتمع الدولي من خلال تحذيره عن مخاطر الأوضاع في العراق يعبر عن خشيته من أن يؤدي استمرار منظومة الفساد المالي في تقويض أسس الدولة العراقية، بمعنى تكرار سيناريوهات الدول الفاشلة كما في لبنان، ليبيا، السودان؛ أو تحول العراق إلى ساحة صراع إقليمي دائم بين إيران والولايات المتحدة وتركيا والخليج. لكن القوى الحاكمة داخليًا قد تنظر للتحذيرات بوصفها مجرد (ضغط خارجي)، ما يقلل من فرص الإصلاح”.وأختتم مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن “التحذير الأممي ليس مجرد توصيف سلبي، بل إنذار مبكر. إذا لم تُكسر منظومة الفساد، فإن الدولة العراقية ستفقد تدريجيًا قدرتها على الحكم، وربما تتجه نحو نموذج (الدولة العاجزة) أو (المفككة). وجوهر الأزمة السياسية تتجلى في عراق يمتلك موارد هائلة قادرة على تحقيق نهضة شاملة، لكن المنظومة السياسيةالاقتصادية الحالية الفاسدة تحوله إلى دولة مهددة بالفشل والتفكك والصراعات الداخلية”.

شاركها.