آخر تحديث:

بقلم: حسن فليح

في الأيام الأخيرة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات صادمة، يظهر فيها بعض العراقيين، ومعهم زوار إيرانيون، يرفعون الأعلام الإيرانية في قلب العراق، بينما يغيب العلم العراقي عن المشهد. لكن ما أثار الغضب أكثر، هي لقطات مُهينة، تُظهر عراقيين وهم يغسلون أقدام بعض الزوار، ويصبغون أحذيتهم، بل ويدلّكون أرجلهم!
هذه المشاهد لا يمكن أن تُفهم على أنها مجرد تصرفات فردية أو طقوس عابرة، بل أقرب إلى أن تكون مخططًا مخابراتيًا وسياسيًا، يُدار بعناية من قبل إيران، بهدف إذلال العراقيين، وترسيخ صورة مفادها أن “الإيراني أعظم من العراقي، والعراقيين خدم له”. إنها محاولة ممنهجة لزرع عقدة الهزيمة في الوعي الجمعي، ولإعادة إنتاج مشهد “شرب كأس السم” في نسخته العراقية، حيث يُراد لنا أن نتجرع الإهانة بصمت.
الخطر الحقيقي هنا ليس في الفعل نفسه فقط، بل في تمريره وكأنه أمر طبيعي أو حتى مستحب، بحيث يصبح الإذلال جزءًا من المألوف. هذه هي الحرب الناعمة التي لا تُطلق فيها رصاصة، لكنها تقتل الروح الوطنية وتُهشم كرامة الشعب.
إن الكرامة الوطنية ليست شعارًا، بل هي أساس وجود أي أمة. ومن يقبل أن تُداس كرامته اليوم، سيساق غدًا إلى ما هو أبشع. على العراقيين، بكل أطيافهم، أن يعوا أن هذه المشاهد ليست بريئة، وأن الهدف منها أبعد من مجرد استفزاز، بل هو إعادة صياغة العلاقة بين العراق وجيرانه على أساس التبعية والخضوع.المعركة اليوم معركة وعي وكرامة. وإحباط هذه المخططات يبدأ من الرفض الشعبي الواضح والصريح، ومنع أي سلوك أو مشهد يمس بعزة العراق أو مكانة العراقيين. فالكرامة إذا سقطت، سقط كل شيء .يا عراقي… إن انحنت كرامتك اليوم، فلن يرفعك أحد غدًا. قف، وارفع رأسك، وقل: العراق سيّد نفسه، ولن يكون خادمًا لأحد .فليخسأ كل من يحاول ان ينال من كرامة وإنسانية العراقيين.

شاركها.