| طلبة العراق ضحية تاخر توزيع الكتب وتسريبها
تعد طباعة المناهج الدراسية في العراق من الملفات المثيرة للجدل، ومع بداية كل عام دراسي تعود أزمة نقص الكتب المدرسية إلى الواجهة، لأسباب عديدة، أبرزها التعديلات التي تطرأ على المناهج وقلة التخصيصات المالية او بطئ في صرفها.
وتتخلف أغلب مدارس العراق في كل عام من نقص في المناهج الدراسية لجميع المراحل، حيث يتلقى آلاف التلاميذ دروسهم من دون استلام الكتب المدرسية ما يدفع بأولياء أمور الطلبة الى اللجوء الى السوق المحلية وشراء الكتب واللوازم المدرسية.
ثلاث مطابع
وبعد 2003 اتجهت الحكومة العراقية إلى دعم المستثمرين في جميع المطابع الحكومية مثل الشركة العامة للمستلزمات التربوية التي تشتمل على المطبعة التي تطبع كتب ومناهج وزارة التربية والتي تعد جزءاً من هيكل الوزارة، وكان الهدف من ذلك استثمار إدارة المطابع وتوفير مكائن جديدة وصرف رواتب العمال والأهم من كل ذلك أنهم يملكون الأفضلية في طباعة المناهج والكتب المدرسية.
فيما تأسست بعد ذلك بالعراق أفخم ثلاث مطابع في الشرق الأوسط من جميع النواحي الفنية والتكنولوجية وهي مطبعة جريدة الصباح التابعة لشبكة الإعلام العراقية ومطبعة الكفيل التابعة للعتبة العباسية ومطبعة الوارث التابعة للعتبة الحسينية.
تهريب وتسريب
وبالرغم من انجاز طباعة عدة كتب للمراحل الاولية في وقت مبكر الا ان عمليات تسريب الكتب المدرسية خارج وزارة التربية مستمر قبل بداية كل عام حيث اعلن جهاز الأمن الوطني، اليوم الخميس، عن ضبط قرابة (100) ألف كتاب مدرسي مخالف للضوابط في العاصمة بغداد.
وذكر بيان لاعلام الأمن الوطني، انه “وضمن الجهود الرامية لملاحقة الجريمة المنظمة بكافة أشكالها وبعد ورود معلومات استخبارية دقيقة وبعد استحصال الموافقات القضائية، تمكنت مفارز جهاز الأمن الوطني من ضبط أربعة مخازن تحتوي على قرابة 100 ألف كتاب دراسي طبعة (2024)، مخالف للضوابط ومسرب من (وزارة التربية) في سوق الشعب شرق بغداد”.
وأوضح، ان “عملية الضبط تمكنت بالتنسيق مع القوة الماسكة ووزارة التربية، فيما تم فتح محضر أصولي بالمضبوطات وتسليمها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بصددها”.
لاشيء بالمجان
مراقبون اكدوا ان ملف المناهج الدراسية يعانى من تأخر توزيع كتب المناهج الدراسية ما أدى إلى عبء إضافي على كاهل مئات الآلاف من الأسر التي اضطرت إلى شراء بعض الكتب أو استنساخها من أجل المضي بالعملية التعليمية للأمام.
وشهدت الأعوام الدراسية السابقة نقصا في المناهج الدراسية لجميع المراحل في اغلب مدارس البلاد، حيث واصل آلاف التلاميذ والطلبة تلقي دروسهم لاشهر عديدة دون استلام الكتب المدرسية.
الا ان وزير التربية العراقي، إبراهيم نامس الجبوري، اكد يوم امس الأربعاء، اكتمال طباعة كتب المرحلة الابتدائية.
وقالت الوزارة في بيان إن “الوزير أثنى على الجهود المبذولة التي أثمرت اكتمال طباعة كتب المرحلة الابتدائية والشروع بطباعة مناهج المرحلة الثانوية التي وصلت أيضا إلى نسب متقدمة”.
ودعا الوزير “المديرين العامين إلى استلام الكتب من المخازن المركزية وتسليمها مباشرة الى المدارس قبل الأول من شهر تشرين الأول”.
الخلاص في المتنبي
مراقبون اكدوا عن وجود حالات لبيع الكتب في الاسواق المحلية ، فحسب قولهم ان الكتب المدرسية موجودة في مكتبات شارع المتنبي حيث يصل سعر الكتاب الواحد للمرحلة الابتدائية بين خمسة آلاف الى عشرة آلاف دينار فيما عزوا توجه الاهالي لشراء الكتب الى تاخر توزيعها في المدارس، فضلا ان الاخيرة تسد نقص الكتب لديها من خلال توزيع الكتب القديمة حيث يكون بعضها ممزق وتالف.
ففي حزيران الماضي أعلن جهاز الامن الوطني، عن ضبط كميات كبيرة من الكتب المدرسية التي توزع مجانا معدة للبيع في شارع المتنبي.
وذكر بيان لوزارة التربية، أن “المديرية العامة للشؤون الإدارية وأعضاء لجنة المتابعة بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني، تمكنوا من ضبط كميات كبيرة من الكتب المدرسية الجديدة ومصادرتها بعد ان كان التجار يستعدون لبيعها في شارع المتنبي قبل انطلاق العام الدراسي المقبل”.
وتابع، أن “الجهات المختصة سلمت الكتب الى مركز الشرطة في باب المعظم وحجزت محتويات المخزن بانتظار قرار القاضي”.
يذكر أن العام الدراسي الماضي انتهى دون أن تكمل وزارة التربية طباعة وتوزيع المناهج المدرسية على الطلبة، ما دفع الكثير إلى طباعة الكتب أو استخدام كتب قديمة أو شراء نسخ من الكتب المطبوعة على نفقتهم الخاصة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط