إنشغل المدونون والسياسيون وروزخونية المنابر والوقفان السني والشيعي بشخصية ” مهيدي ابو صالح ” التي اثار إسمها جدلاً تافهاً لايستحق حتى الاشارة اليه ، وتركوا التصريح الخطير والصارخ لمستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي لإحدى الفضائيات كاشفا بالرسمي الرسمي بأنه طلب من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ” غلق ملف استهداف منزله ” و ” قد وافق على طلبي بغلق الملف حفاظاً على البلد” مؤكداً “جهة داخلية كانت وراءاستهداف منزل الكاظمي“..لاحظ ان القصف جرى في قلب المنطقة الخضراء الحصن الحصين للعملية السياسية ورجالاتها الشجعان !هذا الاعتراف الواضح الدلالات ، عن الجهة الداخلية التي تقصف ، لم يكشف سراً نخشاه أو يقلب الطاولة ، كل مافي الأمر انه اعتراف رسمي بالدولة الفاشلة العاجزة عن حماية حكومتها وشعبها ومستقبلها ..
والدولة الفاشلة شاملة لمفاهيم اقل منها توصيفا حسب مراكز البحوث الدولية كالدولة الضعيفة التي تعجز عن توفير الخدمات والمنهارة التي تعرض نظامها السياسي ومؤسساته للانهيار والهشة العاجزة عن توفير الامن للمواطن ولمؤسساتها ، ونضيف لهذه التقسيمات ” الدولة الخائفة ” من مواجهة عصابات السياسة والاجرام وها هو السيد الاعرجي يعترف بانه طلب من الكاظمي غلقالملف ووافق الأخير على طلب الأول وهذا التناغم هو إعتراف بالعجز والخوف من مواجهة قوى مسلحة خارج سيطرة الدولة ، والتبرير ” حفاظاً على البلد ” !!
ونسأل :
من يحكم البلاد والعباد ؟
مفهوم “الدولة الفاشلة“ جامع لكل تلك التوصيفات وهو ماينطبق على الدولة العراقية الفاشلة ممثلة بحكومتها المتعاقبة العاجزة حتى عن حماية نفسها ، وهو حال الوضع الحالي لحكومة السوداني ، التي اعترفت ان حملة السلاح المنفلت الذي يعرّضون أمن البلاد ومستقبلها للخطر ، هم ارهابيون وخارجون عن القانون ، ثم تفاجؤنا بالحوار معهم والجلوس على طاولة واحدة متوسلةاليهم الهدنة والهدوء بل تأخذ منهم ” عطوة ” حتى تنفرج الازمة ولكل حادث حديث !!
إعتراف رسمي بحجم الازمة التي نعيشها ، دلالاته الواقعية اننا على شفا حفرة لايدفعنا اليها طرف خارجي كما في كل التصريحات الرسمية ، بل طرف داخلي تخشى أي حكومة على مواجهته أو تحجيمه ، رغم ان معايير الدول الناجحة لا وجود لشيء اسمه التحجيم ، بل هناك قانون ينطبق على الجميع ويحاسب على الجرائم خارج دائرة التقادم التي لاتعترف بها الدول الناجحة ..!
الجريمة التي غضّت النظر عنها الدولة وحكومتها وقواها السياسية واحزابها ، جريمة مركبّة ..
سلاح خارج سيطرة الدولة …
شروع بالقتل …
تهديد السلم الاهلي ..
خرق لكل قوانين الدولة ..
تعريض الامن الخارجي للبلاد للخطر ..
ننتظر دولة ناجحة تزيح كل هذا الهم من قلوبنا وصدورنا ومستقبل بلادنا ..
ننتظر حكومة لاتستقوي علينا بغرامات المرور بل بتطبيق القانون على الجميع دون خوف على أمن البلاد والعباد !!!