وزير الأوقاف: حريصون على ترسيخ ثقافة الاحترام والتعايش بين الأعراق

04:40 م
الإثنين 07 أبريل 2025
كتب محمود مصطفى أبوطالب:
استقبل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الأحد، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفدًا صينيًّا رفيع المستوى برئاسة قوه ويبينغ، نائب مدير اللجنة الوطنية الصينية للشئون العرقية، وذلك في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والديني بين البلدين، وبحث آفاق التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورحّب وزير الأوقاف برئيس الوفد وأعضائه، معربًا عن اعتزازه الكبير بهذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، مؤكدًا أن هذه العلاقات تشهد تناميًا مستمرًّا في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ، وشدّد على أهمية استمرار هذه اللقاءات الثنائية لتقوية جسور التفاهم الحضاري بين الشعبين المصري والصيني، محمّلًا الوفد تحياته الخالصة ومعاني الود والصداقة والتعاون إلى الشعب الصيني.
وأشاد الدكتور أسامة الأزهري بعراقة العلاقات الثقافية التي تربط البلدين، مشيرًا إلى أن الصين تحتضن عددًا كبيرًا من العرقيات، لكنها نجحت في تقديم نموذج متكامل للتنسيق والتعاون والوحدة بين هذه العرقيات، بما يعكس صورة وطنية موحدة ومتنوعة في آن واحد.
وأكد وزير الأوقاف أهمية نشر ثقافة حب الوطن والاحترام العميق لمكوناته داخل المجتمع الصيني، لا سيما بين العرقيات المسلمة، موضحًا أن التدين الصحيح لا يكتمل إلا إذا ارتبط بحماية الوطن وتعزيز وحدته، وأضاف أن ممارسة الشعائر الدينية في إطار الحفاظ على الدولة هو من صميم الإيمان، مشيرًا إلى أن هذا التوازن هو جوهر التدين الإسلامي الحقيقي، وهو ما تسعى الوزارة إلى ترسيخه.
وعرض الدكتور أسامة الأزهري موسوعته العلمية الكبرى بعنوان: “تاريخ علماء الأزهر الشريف خلال مائة عام”، التي نُشرت في عشرة مجلدات ضخمة، مشيرًا إلى أنها توثق سير العلماء من المصريين وغير المصريين، ومن بينهم علماء صينيون من خريجي الأزهر الشريف الذين أدوا دورًا بارزًا في رفعة بلادهم ونشر تعاليم الإسلام فيها بسماحة، وكانوا بمثابة جسور علمية وروحية بين الأزهر والصين؛ ومن أبرزهم الشيخ أبو بكر هاجانكين، أول صيني يحصل على شهادة العالمية من الأزهر، والعالم الجليل رضوان ليو لين روي، والشيخ محمد ماكين، الذي ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، كما ترجم الدستور الصيني إلى العربية، وألف رسالة علمية بعنوان: “الإسلام في الصين”، مؤكدًا أن هذه النماذج تجسّد عمق التفاعل العلمي والثقافي بين البلدين.
كما أعلن الوزير التطابق في الرؤية المصرية تجاه العالم مع مبادرة الرئيس الصيني للحضارة العالمية كما أطلقها عام ٢٠٢٣، معربًا عن استعداد الوزارة التام للتوسع في مجال التدريب المشترك والتعاون البحثي والدراسي والثقافي مع الصين، لتخريج أجيال تحسن فهم رسالة الإسلام وأداء رسالته، وتحب أوطانها وتشارك في نهضتها؛ وتعي أن الأكوان كلها والأوطان كلها واجبة الصون، وأن اختلاف العقائد والثقافات هو من سنن الله في الكون؛ وسنن الله واجبة الاحترام.
من جانبه، ثمّن قوه ويبينغ عمق العلاقات بين الصين ومصر، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا مثاليًّا للتعاون البنّاء بين البلدان العربية والإسلامية والإفريقية والنامية. وأوضح أن هذه العلاقات ليست مقتصرة على الجوانب الدبلوماسية فحسب، بل تمتد إلى عمق ثقافي وحضاري يعكس تاريخًا طويلًا من التواصل المشترك.
وأكّد قوه أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى إعلان الرئيسين المصري والصيني عام ٢٠١٤ عن هذه الشراكة، التي احتفلت العام الماضي بمرور عشر سنوات على إطلاقها، لافتًا إلى أن هذه الشراكة دخلت في الآونة الأخيرة مرحلة متقدمة من التعاون والتطور بفضل القيادة الحكيمة للبلدين.
كما أوضح المسئول الصيني أن بلده يضم ٥٦ عرقية وعددًا من الأديان الرئيسة، وكلها يحظى بالاحترام والتقدير وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر؛ وكلها متمتعة بمستويات من الحكم الذاتي، ومن الاهتمام الثقافي على مستوى دور العبادة والمتاحف والدراسة وغيرها، فضلا عن اعتبار الجميع سواسية أمام الدستور والقانون، مشيرًا إلى أهمية “مبادرة الحضارة العالمية” التي أطلقها الرئيس الصيني عام ٢٠٢٣ مرتكزةً على ركائز أربعة، هي: (١) احترام تنوع الحضارات العالمية، و(٢) إعلاء القيم المشتركة للبشرية جمعاء، و(٣) الاهتمام بالتوارث الحضاري والابتكار في الحضارات، و(٤) تعزيز التعاون الإنساني والثقافي على المستوى الدولي.
وأهدى قوه ويبينغ، في ختام اللقاء، لوحة تذكارية إلى الدكتور أسامة الأزهري، تقديرًا لإسهاماته الجليلة في تعزيز الفكر الوسطي، وتقديرًا لدوره الفاعل في نشر تعاليم الإسلام السمحة، وجهوده في دعم العلاقات الثقافية بين مصر والصين؛ فيما قدّم الدكتور أسامة الأزهري درع وزارة الأوقاف المصرية إلى قوه ويبينغ، تعبيرًا عن التقدير المتبادل، وتأكيدًا على أهمية استمرار الحوار الحضاري والتعاون المشترك في شتى المجالات العلمية والدعوية؛ مع تأكيد الطرفين قبولهما بالدعوة لتبادل الزيارات، وتشكيل خلية عمل من الطرفين للتباحث في مسار التعاون المستقبلي.
اقرأ أيضًا:
اليوم.. السيسي يستقبل ماكرون في الاتحادية ويوقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم
الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة.. وموعد عودة البرودة
بعد تكرار اشتعال النار في شقق سكنية.. 5 مخاطر لترك شاحن الهاتف في الكهرباء
رافقت ماكرون في سماء القاهرة.. معلومات عن طائرة الرافال