07:47 م
الأحد 13 يوليه 2025
كتب مختار عاشور:
في واقعة تُدمي القلوب وتطرح تساؤلات مؤلمة عن حدود الألم النفسي والإنساني، حيث شهدت محافظة المنوفية جريمة صادمة بطلتها أم، وضحيتها رضيع لا يتجاوز عمره بضعة أشهر.
داخل منزل هادئ، تحوّل حوض الاستحمام إلى مسرح مأساوي، بعدما أقدمت الأم على إغراق طفلها عمدًا، بحسب ما أفادت به التحقيقات الأولية. وبينما جرى ضبط المتهمة واقتيادها للتحقيق، لا يزال السؤال يتردد في أذهان الجميع: هل كانت لحظة جنون؟ أم كانت الأم فعلًا فاقدة للوعي؟
ونسرد عبر موقع “مصراوي”، كواليس هذه الجريمة الصادمة، بداية من لحظات البلاغ الأولى، وحتى إحالة الأم إلى المحاكمة، في محاولة لفهم كيف تحوّل الحنان الفطري إلى فعل مأساوي بهذه الوحشية، خلال السطور التالية:
مأساة رضيع قتلته أمه في حوض الاستحمام
ومن داخل إحدى القرى الهادئة التابعة لمركز شبين الكوم بالمنوفية، خرجت تفاصيل الجريمة التي هزّت الشارع المصري، والتي باشرت النيابة العامة التحقيق فيها، وسط حالة من الذهول بين الجيران والمعارف.
تأجيل محاكمة أم أغرقت رضيعها في “البانيو”
قررت محكمة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، اليوم الأحد، تأجيل محاكمة أم قامت بإغراق نجلها الرضيع داخل حوض الاستحمام “بانيو” بحمام منزلهم، إلي جلسة الغد الإثنين لحين ورود تقرير الطب النفسي.
إيداع المتهمة مستشفى الصحة النفسية
وكانت قد أمرت المحكمة، بإيداع الأم مستشفي الأمراض النفسية والعصبية لمناظرة حالتها الصحية بعد قيامها بإغراق رضيعها في البانيو بناء على طلب محامي الأم المتهمة.
مصرع طفل غرقا فى البانيو
وتعود أحداث الواقعة إلى يناير 2025، حيث تلقي اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية، إخطارًا من الرائد محمد المغربي رئيس مباحث مركز شبين الكوم، بتلقي بلاغ من مستشفى شبين الكوم بوصول طفل يبلغ من العمر 10 أشهر متوفيًا ادعاء غرق في البانيو.
وتبين بالفحص والتحري أن الطفل يٌدعى أحمد من قرية مليج وتبين قيام والدته “ا.ع.م ٣٨ سنة” متهمة بقتله بإغراقه في البانيو عمدا.
الأم تعترف بمحاولاتها المتكررة للتخلص من رضيعها
واعترفت الأم خلال التحقيقات أنها كانت لا تريد هذا الإبن منذ علمها بحملها به وأنها حاولت الإجهاض أكثر من مرة أثناء فترة الحمل إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، مقرة أنها حاولت التخلص منه بعد الولادة بإلقائه من الطابق الثاني معللة أن لديها طفلين ولا تتحمل مسئولية طفل آخر.
حوادث متكررة وزوج مصدوم
وكشفت التحقيقات أن الزوج يعمل في القاهرة، وكان يشك في الحوادث المتكررة التي تعرض لها نجله، لكنه لم يكن متأكدًا حتى صُدم باعتراف زوجته. وأرجعت الأم جريمتها إلى رغبتها في التخلص من الطفل نهائيًا قائلة: “كنت عايزة أشيل الرحم ومكنتش عايزة الطفل الأخير”.
وهكذا، تحوّل جدران المنزل الذي يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا إلى مسرح لجريمة لا يستوعبها العقل، ويبقى الرضيع الضحية الصامتة في قصة أم ما زالت التحقيقات تسعى لكشف دوافعها الحقيقية.
وبين التقارير الطبية والبحث في الحالة النفسية للمتهمة، ينتظر الجميع ما ستسفر عنه جلسات المحاكمة، في واقعة لن تُمحى من ذاكرة قرية كاملة، ولا من ضمير مجتمع بأكمله.