هكذا عشنا أيام السباق
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
الذين تابعوا السباق الرئاسي الأمريكي يذكرون أن إيلون ماسك ، صاحب منصة إكس، استضاف مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب على المنصة لمدة ساعتين، ونذكر أنه كان قد وعد باستضافة مماثلة لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ولكنه لم يشأ أن يفي بوعده طبعاً .
ولا أحد يعرف ما إذا كان ماسك قد أقلع عن فكرة استضافة هاريس من تلقاء نفسه، أم أن صديقه ترمب قد أوعز إليه بذلك؟
ولكن ما نذكره كذلك أن هاريس كان إلى جوارها رموز الحزب بربطة المعلم ، من أول أوباما وزوجته ميشيل ، إلى بيل كلينتون وزوجته هيلاري كلينتون ، إلى نانسي بيلوسي ، رئيسة مجلس النواب السابقة ، إلى ابن الرئيس الأسبق جيمي كارتر ، إلى الرئيس جو بايدن نفسه .. ولم يكن هؤلاء فقط هُم الذين ساندوها ووقفوا إلى جوارها ومارسوا الدعاية الانتخابية لها ، ولكن عدداً كبيراً من نجوم هوليوود فعلوا ذلك بالدرجة نفسها في سبيل إنجاحها .
في المقابل لم يكن مع مرشح الجمهوريين شيء من هذا النوع ، ولا سمعنا عن رمز جمهوري كبير أو بارز يناصره ، ولا عن أحد من نجوم هوليوود .. لم يحدث .. ولم يكن إلى جواره من مشاهير الولايات المتحدة سوى إيلون ماسك .
ماسك فقط هو الذي انتقل من مربع الديمقراطيين الذي كان يقف داخله في سباق ٢٠٢٠ إلى مربع الجمهوريين ، وقرر الإنتصار لترمب وراح يراهن عليه ، وبغير أن يكون هناك شيء وقتها يقطع بأن المرشح الجمهوري سيفوز في النهاية .. فكل استطلاعات الرأي كانت تقول أن فرص الإثنين متساوية أو متقاربة ، وكنا نلاحط أن استطلاعات الرأي تلك إذا صعدت بأسهم ترمب مثلاً ، فإنها لا تلبث حتى تعود في اليوم التالي فتقول أن أسهم هاريس صعدت وأن أسهم ترمب تراجعت قليلاً عنها .
وهكذا عشنا طوال الشهور الأخيرة من السباق الإنتخابي، فلم يكن أحدهما متفوقاً على الآخر بشكل يرجحه للفوز دون الثاني .. بل إن هاريس كانت تحظى بنصيب كبير في ترجيحات الفوز ، وسمعنا عن مؤرخ أمريكي يتنبأ لها بالفوز ويقول إن كل تنبؤاته صحت في الإنتخابات التي جرت على مدى العشرين سنة الماضية باستثناء انتخابات واحدة .
شيء كهذا يجعل الذين سمعوا بفوز ترمب وبالطريقة التي فاز بها يجلسون ليفهموا وهُم يضربون كفاً بكف في محاولة للفهم والإستيعاب .
والسؤال هو : هل ساهم ماسك في هذا النجاح الكبير لمرشح الحزب الجمهوري ، وبأي نسبة بالضبط كانت المساهمة من جانبه ؟ وسؤال آخر : إلى أي مدى ساهمت الساعتان إياهما في فوز ترمب على هاريس ؟ .. وسؤال ثالث : هل كان الأمر سيتغير لو كان ماسك قد استضاف هاريس ، كأن ينجح مرشح الجمهوريين بصعوبة مثلاً ؟
صحيح أن ماسك تبرع للحملة الإنتخابية لمرشح الحزب الجمهوري بما يزيد على المائة مليون دولار ، ولكن من غير المعقول أن يكون تبرع كهذا وراء فوز ترمب ، فالتبرعات لحملة هاريس كانت أعلى وأكثر .. وصحيح أن ماسك كان يظهر على الناخبين من خلال إطلالات كثيرة وكان خلالها يدعو لصديقه المرشح بينهم، ولكن حتى هذه لا يمكن اعتبارها عنصراً حاسماً في مستوى الفوز الذي تحقق .
يحتاج الأمر إلى دراسة على مستوى الناخبين تشرح لنا مؤشراتها ما حدث، ونحتاج إلى أن نعرف إلى أي درجة تأثر الناخب بإكس وهو يختار ترمب .. هذه مسألة مهمة لأننا من خلالها سنتعرف على مدى تأثير هذه المنصة وغيرها على جمهور الناخبين .