مصري أم إيراني.. فرعون الخروج يثُير الجدل بين علماء الدين و الأثريين
11:27 م
الخميس 02 مايو 2024
كتب محمد شاكر:
أثارت تصريحات الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، بشأن عدم وجود أثر للأنبياء في الذين ذكروا في القرآن الكريم، ضمن آثار مصر القديمة، جدلاً واسعًا، وهو الأمر الذي استغلته الصحافة الإسرائيلية مهاجمة عالم الآثار الشهير.
وفيما يلي نستعرض الأمر من وجهتي النظر الأثرية والدينية في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الفترة الماضية.
حيث فجر الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر مفاجأة من العيار الثقيل، مؤكدًا أن فرعون الخروج ليس مصريًا بل من خراسان.
وقال “الهلالي”، في تصريحات إعلامية، في وقت سابق منذ سنوات، إنه علم من خلال بعض المراجع التي اطلع عليها، أن فرعون مصر الذي تحاجج مع النبي موسى ليس مصرياً بل من خراسان وهي منطقة تقع بين إيران وأفغانستان ويسمى وليد بن ريان.
وأضاف أنه قرأ عن فرعون فى كتاب للفيروز آبادي اسمه (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) وبن منظور في كتابه الشهير (لسان العرب) والفيومي في كتابه (المصباح المنير) وفي هذه المراجع الثلاثة يقولون إن فرعون ليس مصريا بل من خراسان واسمه مصعب بن الوليد أو وليد بن ريان”.
وخلال تدوينة على صفحته على الفيسبوك أكد الهلالي أنه اعتمد في بحثه على 5 مراجع مهمة، منها كتاب للفيروز آبادي اسمه “بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز” وبن منظور في كتابه الشهير “لسان العرب” والفيومي في كتابه المصباح المنير.
واستعرض أستاذ الفقه المقارن الفقرات والكتب التي استند عليها في تأكيده أن فرعون ليس مصريًا وهي:
الكتاب: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز أبادي.. الجزء الأول ص 1768.. المكتبة الشاملة (بصيرة في ذكر فرعون).
وفيه أن: فِرْعَونُ اسمٌ أَعجمي ممنوعٌ من الصّرف، والجمع فَراعِنَةٌ كقَياصِرة وأَكاسِرَة/ وهو اسمٌ لكلّ من مَلَك مِصْرَ، فإِذا أُضِيفَت إِليها الاسكَنْدرِيّةَ سُمِّي عَزِيزاً.
واختلف في اسمه، فقيل: مُصْعَب بن الولِيد، وقِيل رَيَّانُ بن الوَلِيد، وقيل الوَلِيدُ ابن رَيّان. وكان أَصله من خُراسانَ من مدينة بسورمان، وقيل من قرية مجهولة تسمّى نوشخ. ولما قَعَد على سرير الملك قال: أَين عجائِز نُوشَخ.
وقد صدر منه ما لَمْ يَصْدُر من أَحَدٍ من الكُفَّار والمتمرِّدين، ولا من قائِدهم إِبْليس، منها: إِنكارُ العبوديّة ودَعْوَى الرُّبُوبِيّةِ بقوله: {أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى}، {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرِي}، ومنها: نَكالُ زَوْجَته وقَتْلُها أَشدَّ قِتْلَة بسبب إِيمانها بالله؛ ومنها: جَمْعُ السَحَرة لمُعارَضةِ الأَنْبِياء.
وهذا مرجع لعلوم القرآن [الإتقان في علوم القرآن السيوطي] والكتاب: الإتقان في علوم القرآن للمؤلف عبدالرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي، ومنها فرعون واسمه الوليد بن مصعب وكنيته أبو العباس وقيل أبو الوليد وقيل أبو مرة.
من جانبه أكد الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق، أن كل ما جاء في القرآن الكريم، أمر مقدس ومسلم به، وبالذات فيما يخص قصص الأنبياء الذين مروا على مصر.
وقال حواس في حوار صحفي لمصراوي سينشر بشكل كامل لاحقا: من المؤكد أن سيدنا إبراهيم كان موجودا بمصر، وكذلك سيدنا إدريس، وسيدنا يوسف، وسيدنا موسى، وأن الخروج حدث ضخم جدا وحقيقي، ولكنه لا يمكن أن يسجل في الآثار لأنه هزيمة للفرعون، والفرعون لو سجل هزيمته لن يكون إلها.
وأضاف حواس: من الناحية الأثرية فإنه لا يوجد أي آثار للأنبياء في مصر، وقلت ذلك مائة مرة، ولكن الذي أثار الموضوع هو الموقع العبري الذي قال أنني ضد الكتاب المقدس، وأنني كاره لإسرائيل، وللأسف فإن بعض الناس يصرون على أن يفهموا الموضوع بشكل خاطيء.
وتابع حواس: اكتشفنا حوالي ٣٠% فقط من الآثار، ومن المحتمل أن يكون هناك بعض الآثار التي ذكرت سيدنا موسى ولكن تم تدميرها ولم تصل إلينا، واحتمال كبير جدا أن نجد آثارا لسيدنا موسى في الآثار التي لم يتم اكتشافها، ومن المحتمل ألا نجد أي آثار لسيدنا موسى، لأن الفرعون لم يسجلها لكن موضوع الخروج حقيقة، لا يستطيع إنسان أن ينكرها.
وأبدى حواس انزعاجه من بعض ما ينشر، قائلا: رأيت صحيفة اليوم يكتب أنني أكذب القرآن الكريم، كيف يحدث ذلك وأنا لم أقل هذا الكلام وللأسف الشديد، نحن كشعب ندمر أنفسنا، وندمر رموزنا، ونحاول قلب الحقائق، ولا نتحدث عن الواقع وهذا عيب، وهذا ما يؤخرنا حتى الآن، رغم أن العالم كله يتقدم لأنه يساعد بعضه، ولا أتصور أن بعض المصريين يقفوا في الجانب الإسرائيلي وحاولوا تفسير كلامي بشكل خاطئ.