06:20 م


الإثنين 25 أغسطس 2025

وكالات

كشف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، عمرو موسى، مشاهد من كواليس القمة العربية التي استضافتها القاهرة عقب احتلال العراق للكويت، متوقفاً عند أسباب غضب الرئيس المصري الراحل حسني مبارك وما أثير وقتها عن شجار بين عدد من القادة العرب.

وجاءت هذه التصريحات خلال مقابلة موسى مع قناة MBC، حيث تحدث عن مذكراته وما تضمنته من أسرار المرحلة، مشيرًا إلى أن العراق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، كان يعيش حالة من الشعور بالقوة والزهو قبل الغزو، وهو ما انعكس في مواقف الوفد العراقي خلال القمم العربية، خصوصاً فيما يتعلق بالملفات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والشرق الأوسط.

وأوضح موسى أن الموقف العراقي رفض آنذاك أي حلول تفاوضية تستند إلى القرار 242 الذي يرفض الاستيلاء على الأراضي بالقوة، مؤكداً أن بغداد أعلنت نيتها قيادة الموقف العربي بعيداً عن المرجعيات الدولية المتعارف عليها.

وعند سؤاله عن أسباب غضب مبارك في قمة القاهرة الشهيرة عقب الغزو، أوضح موسى أن الرئيس المصري كان منزعجاً من حالة الانقسام العربي، إذ إن الهدف من القمة كان معالجة الأزمة، بينما بدا واضحاً أن الخلاف قد يؤدي إلى تقويض الموقف العربي واعتباره نصراً لصدام حسين، بما يعرض الكويت لمصير مجهول ويمنح القوى الدولية مساحة أكبر للتدخل.

وأضاف أن مبارك اتخذ قراراً حاسماً بطرح الموقف على التصويت، وهو ما أفضى إلى تأييد 12 دولة للقرار، رغم اعتراضات من الوفدين الفلسطيني والعراقي، فيما عبّر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عن امتعاضه بأسلوبه الخاص، في حين أبدت الجزائر أيضاً تحفظاً، موضحًا: “حسني مبارك حسمها فعلا، قال التصويت، تم التصويت بموافقة 12 دولة، صدر القرار، انتهى الاجتماع، ياسر عرفات وقف وزعق، وأظن المندوب العراقي أيضا، أما معمر القذافي فلم يرفع صوته ولكن كانت لديه طرق أخرى ولم يكن مبسوطا، وحتى الجزائر لم تكن مبسوطة”.

وتابع موسى قائلاً إن مبارك أنهى النقاش سريعاً بعد التصويت، ليتم إعلان القرار رسمياً للإعلام، مشيراً إلى أن الوقت كان وقت حرب وغزو، ولم يكن من الممكن انتظار الإجماع، بل كان لا بد من الحسم بالأغلبية.

واختتم الأمين العام الأسبق تصريحاته بالتأكيد على أن موقف مبارك كان صائباً، وأن تنسيقاً مصرياً سعودياً سورياً لعب دوراً أساسياً في خروج القمة بقرار حاسم أنهى الجدل وأكد وحدة الموقف العربي في تلك اللحظة الحرجة.

شاركها.