اخبار مصر

ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟



04:34 م


الأحد 20 أبريل 2025

كتب محمد جعفر:

منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، يشهد قطاع غزة والعالم تطورات دامية انعكست بخسائر بشرية ومادية فادحة على الجانبين، وتداعيات كبيرة على باقي دول العالم.

ففي الوقت الذي تحوّل فيه القطاع إلى ركام ودمار شامل، تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر غير مسبوقة في الأرواح والمعدات، وسط اعترافات رسمية بتناقض البيانات وتضارب الأرقام حول عدد القتلى والجرحى، كما تكشف التقارير عن أزمة اقتصادية طاحنة داخل إسرائيل، جعلت هذه الحرب تُعدّ من الأعنف والأكثر كلفة في تاريخ الاحتلال.

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر موقعها الرسمي على محرك البحث (جوجل)، إحصائية بعدد ضحايا الجيش منذ بدء معركة طوفان الأقصى، أو كما يسمونها (حرب السيوف الحديدية)، تناولت أسماء 848 ضحية من ضحايا جيش الدفاع الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر 2023.

وأشارت الإحصائية إلى أن عدد الضحايا بلغ 848، إضافًة لـ 5780 جريحًا منذ بداية الحرب، وذلك وفق آخر تحديث للبيانات عبر موقع الوزارة بتاريخ 19 أبريل 2025.

وفي تصريحات لوسائل إعلام عبرية، كشف رئيس الأركان الإسرائيلي المعين حديثًا، إيال زامير، عن تناقض كبير في الحديث عن الخسائر الفعلية في الحرب ما بين الأرقام التي أبلغ عنها الجيش الإسرائيلي سابقا، والأرقام الفعلية للضحايا، مشيرا إلى أن عدد الجنود القتلى والجرحى أعلى بكثير من المعلن رسميًا، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 15 ألف جندي يعانون من إصابات جسدية ونفسية بسبب الحرب وتم استيعابهم في نظام إعادة التأهيل.

وفي ديسمبر الماضي 2023، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن هناك تباينا كبيرًا بين عدد الجرحى الذين أبلغ عنهم الجيش الإسرائيلي مقارنة بسجلات المستشفيات، مشيرًا إلى أن الجيش قد أعلن في الشهر ذاته أن 1593 جنديا أصيبوا، فيما أشارت بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن العدد الفعلي بلغ 10548 جنديا.

ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

وأوضح التقرير أن قسم إعادة التأهيل يتوقع أنه سيتم تصنيف قرابة 100 ألف جندي إسرائيلي على أنهم من ذوي الإعاقة بحلول عام 2030، فيما سيعاني أكثر من نصفهم من أحد أشكال التحدي النفسي.

ونتيجة لتلك الخسائر الكبيرة في صفوف جنود الاحتلال، أفادت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم الأحد، استدعاءه آلاف الجنود الاحتياط للمشاركة في حرب غزة، وذلك على وقع التصعيد المتواصل في القطاع.

وأشارت مصادر إسرائيلية، أن الجيش استدعى الآلاف من جنود الاحتياط ونقل قوات من جبهات أخرى إلى القطاع، بناءً على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من القوات الإسرائيلية مواصلة مزيد من الضغط على حركة حماس.

ماذا خسرت إسرائيل من أرواح منذ بداية حربها الأخيرة في قطاع غزة؟

وفيما يتعلق بالخسائر في الآلات والمعدات العسكرية، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الجيش أبلغ المحكمة العليا بإسرائيل أن العديد من دباباته تضررت خلال حرب غزة وأن إمداداته من الذخيرة آخذة في النفاد، وجاء ذلك الاعتراف ردًا على عريضة طالبت بضم جنديات إلى سلاح المدرعات بالجيش.

ونقلت الصحيفة عن ملف المحكمة قولها: “إن عدد الدبابات العاملة في السلك غير كافٍ لتلبية احتياجات الحرب وإجراء التجارب على نشر النساء”.

ولم يستدل حتى الآن على عدد محدد من الآليات العسكرية المدمرة لدى الجيش الإسرائيلي، بسبب تضارب البيانات، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي تؤكد أن الخسائر كبيرة في جيش الاحتلال، إذ أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استعان “لأول مرة في تاريخه” بشركات خاصة لإصلاح مركباته العسكرية المدرعة التي تضررت على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكر موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي، أن القرار جاء “بسبب الحاجة الملحة التي شهدتها الحرب المستمرة منذ عام ضد حزب الله وحماس”.

إلى جانب ذلك كشفت إسرائيل أن خسائرها جراء حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها على غزة بلغت 67 مليار دولار، منها 34 مليار دولار خسائر عسكرية مباشرة، و40 مليار دولار خسائر في الموازنة العامة، وهي الخسارة الأكبر في تاريخ الاحتلال، وفق ما ذكرت منظمة ميدل إيست مونيتر.

وبالرغم من كل تلك الخسائر التي سببتها الحرب في غزة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال مُصر على استكمال الحرب في غزة بُحجة القضاء على عناصر حماس، فيما يرى غالبية اء أن دوافع نتنياهو لاستكمال الحرب شخصية بالدرجة الأولى للإفلات من المحاسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *