02:47 م
الإثنين 01 سبتمبر 2025
المنيا جمال محمد:
في ليلة صيفية هادئة بقرية دلجا، كان كل شيء يبدو طبيعيًا، حتى التقطت إحدى كاميرات المراقبة مشهدًا بريئًا لطفلين صغيرين، أحدهما يحمل أرغفة خبز فلاحي معروف في أروقة القرى باسم العيش الشمسي، عائدين إلى منزلهم، ولم يكن أحد يعلم أن هذه الأرغفة تُخفي وراءها سرًا أسود سيهز القرية بل مصر بأكملها.
مرّت الساعات، وجلس الأطفال مع والدهم لتناول العشاء، دقائق قليلة، وبدأت ملامح الألم ترتسم على وجوههم، تليها نوبات إعياء حادة، ومع مرور الليل، رحلوا واحدًا تلو الآخر، تاركين صدمة عميقة وحزنًا لم يعرف له أهل القرية مثيلًا.
لغز شهر ونصف.. حتى انكشفت الحقيقة
الجريمة أربكت الجميع؛ فلا دوافع واضحة، ولا آثار اقتحام أو سرقة، ولا أي خيط مباشر يقود للفاعل، شهر ونصف ظلّ الغموض سيد الموقف، حتى جاءت لحظة الحسم، حين كشفت تحريات الشرطة ومراجعة الكاميرات أن الخبز جاء من منزل زوجة الأب الثانية.
النيابة تكشف الدليل القاطع
بمرافقة خبراء الطب الشرعي، عاينت النيابة منزل المتهمة، وعثرت على بقايا خبز وأدوات طهي ملوثة بآثار مبيد سام، وأكدت التحاليل المعملية تطابق المادة السامة مع ما وُجد في جثامين الضحايا، وهو ما كشف أن المادة القاتلة تسببت في انهيار التنظيم الحراري للجسم وفشل كامل في الأجهزة الحيوية.
براءة تحولت إلى مأساة
تلك اللقطة المسجلة على الكاميرا لطفلين يحملان الخبز ستظل محفورة في ذاكرة أهل دلجا، شاهدة على جريمة قاسية سلبت الحياة من ستة أطفال ووالدهم، وأعادت إلى الأذهان أبشع صور الغدر حين يأتي من داخل البيت نفسه.
وكانت ذكرت النيابة العامة في بيان لها اليوم على هامش إحالة المتهمة للجنايات لجلسة محاكمة عاجلة، عن توصل تحريات الشرطة إلى رصد كاميرات المراقبة اثنين من الأطفال حال حمل أحدهما الخبز المسموم من منزل المتهمة إلى مسكنهم في الليلة المنكوبة التي تناولوا فيها الطعام وتوفوا واحداً تلو الآخر، لتكتمل أركان القضية حول إتهام المتهمة.
اقرأ أيضاً…
“تست الموت”.. كيف اختبرت قاتلة أطفال المنيا السم قبل وضعه بالخبز؟
عيش شمسي بسم الغيرة.. القصة الكاملة لـ”أطفال المنيا” بعد كشف قاتلتهم
أسرة “أطفال المنيا” تطالب بالقصاص بعد اتهام زوجة الأب بقتلهم
زوجة الأب.. الداخلية تكشف لغز مصرع أطفال المنيا