كتب : أحمد نصرة



03:10 م


22/10/2025


في بيت صغير بقرية زاوية غزال، التابعة لمركز دمنهور، بمحافظة البحيرة كانت رائحة الفرح تملأ الأركان، والزينة تتهيأ لتعليقها على الجدران، والقلوب تستعد لزفة طال انتظارها.

كان صدى ضحكة العريس الشاب متولي الديب، يملأ أرجاء شارعه، بينما يحلم بيوم زفافه بعد أن كتب كتابه قبل أيام، لكن القدر خبّأ له موعدًا آخر مع الغدر، قبل أن يكتمل الحلم.

خرج متولي إلى الخياط ليُجهّز بدلته الخاصة بليلة العمر، لكنه لم يكن يعلم أنه أبدًا لن يرتديها، وبينما كان في طريق العودة، تربص له صديقه السابق وسدّد له عدة طعنات نافذة بسلاح أبيض، ليسقط مضرجًا في دمائه أمام منزله، و يتحوّل طريق الفرح إلى طريق النهاية.

تلقى اللواء محمد عمارة، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة دمنهور، بوصول متولي الديب جثة هامدة إلى المستشفى العام، مصابًا بعدة طعنات نافذة.

انتقل ضباط المباحث الجنائية إلى موقع الحادث، وتبين من الفحص وقوع مشاجرة بين المجني عليه وصديقه، قام خلالها الأخير بتسديد طعنات قاتلة للمجني عليه حتى سقط صريعًا.

عقب ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة لوجود خلافات بينهما، كما جرى ضبط السلاح المستخدم في الواقعة.

وفي منزل العائلة، ساد صمت ثقيل، لا يقطعه سوى نحيب الأم ووجع الأقارب، قال عمّ المجني عليه سيد : “متولي كان راجل محترم، مش بتاع مشاكل، شغال في المعمار ورياضِي، والخلاف اللي بينهم بسيط جدًا. رحنا لأهله مرتين تلاتة نتحايل عليهم بالصلح، لكنهم رفضوا، والمتهم كان متربص له، قتله وهو رايح يجيب بدلته”.

وأضاف باكيًا: “كان كاتب كتابه الجمعة اللي فاتت، وفرحه كان الخميس الجاي، بدل ما يزفوه دفنوه، لكن إحنا واثقين إن القانون هيرجع حقه”.

وقال أحد أقاربه: “بعد ما قتله، ركب توكتوك وعدّى على شوية شباب وقال لهم أنا قتلت حبيبكم هناك روحوا شيلوه، وآخر كلمة قالها متولي قبل ما يموت كانت: عماد اللي قتلني”.

وتابع شاهد آخر: “الخلاف كان بسيط، كلام شباب عادي، لكن القاتل كان بيسأل عليه كل يوم من أسبوعين، متربصله ومستنيه. ربنا يصبرنا ويرجع حقه”.

حرر المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت جهات التحقيق لمباشرة التحقيق في الحادث والوقوف على ملابساته، وقررت النيابة العامة التصريح بدفن الجثمان عقب العرض على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة، مع تكليف المباحث بإجراء التحريات حول ظروف وملابسات الجريمة.

شاركها.