فيديو| علاقة محمد صلاح بمصر وآلية جديدة لحل المشكلات.. وزيرة الهجرة تكشف التفاصيل في حوار لـ”مصراوي” (2- 2)
أجرى الحوار إسلام لطفي:
تصوير نادر نبيل:
قالت وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي، إنَّها وضعت آلية جديدة للتعامل مع المصريين في الخارج، وكذلك مع الوزراء والمسئولين المعنيين بذلك الأمر في الدول الأخرى، مؤكدةً تواصلها المباشر مع المصريين بالخارج على مدار الـ24 ساعة، لحل مشكلاتهم وتنفيذ طلباتهم على الفور.
وأضافت في حوار لـ”مصراوي” نُشر الجزء من الأول منه خلال الأيام الماضية، أنَّ المشاهير والأطباء والمستثمرين والممثلين المصريين بالخارج دائمًا ما يسعون إلى خدمة مصر ولا يتأخرون عن ذلك، كاشفة عن كيفية تعامل محمد صلاح اللاعب المصري في نادي ليفربول الإنجليزي مع مصر.
وتطرَّقت إلى كيفية حل أزمة التعليم الأجنبي غير المعترف به داخل مصر، الذي يواجهه بعض الطلاب المصريين الدارسين في الخارج؛ وإلى نص الحوار..
تدخل سريع من وزيرة الهجرة لحل مشكلات المصريين بالخارج
• يُلاحظ المصريون بالخارج تدخلًا وتحركًا سريعًا لوزيرة الهجرة حال تعرضهم لأي إشكالية.. ما مدى تأثير ذلك على تعامل الدول مع المصري في الخارج خاصة أنهم في أوقات سابقة كانوا يواجهون مشكلات عديدة وتجاهل في بعض الأحيان؟
أصبح هناك اختلاف في تناول الأمور، وحرصنا في وزارة الهجرة خلال أول زيارات خارجية لدول مثل السعودية والإمارات، أن نضع آليات مباشرة للتواصل مع نظرائنا في الوزارات، سواء الموراد البشرية أو التنمية المجتمعية أو تلك المعنية بالمصريين الموجودين في دولهم، لتأكيد أهمية حل مشكلات المصريين بشكل مباشر.
وفعلنا ذلك أيضًا عندما زُرنا قبرص، حيث قابلتُ وزيري الداخلية والعمل وجميع الوزراء المعنيين بعمل المصريين هناك.. ودارت أحاديث مع هذه الوزارات على تقنين أوضاع المصريين الموجودين في قبرص، لأنَّ بعضهم موجود بشكل غير شرعي، ونحاول أن نصبغ وجودهم بالصبغة الشرعية.
وأصبح هناك الكثير من المسئولين والوزراء الذين يأتون خصيصًا بالطائرات لمقابلتي وزملائي في الوزارة، للعديد من الأسباب، منها تأكيد أنَّهم سُعداء بوجود المصريين في مجتمعاتهم وأنهم من أكثر الجاليات اندماجًا وأنه يُسعدهم التعاون معنا في سبيل سد أي نوع من أنواع الفجوات في سوق العمل لديهم، حيث يُمكنهم شغله من المصريين الراغبين في السفر إليهم.. وهذا بالنسبة للعديد من الدول منها ألمانيا والاتحاد الأوروبي وهولندا، وهذه كانت الفكرة الأساسية للمركز المصري للهجرة.
وأصبح هناك الكثير من الدول التي تسعى إلينا حتى تتعرف على تجربتنا وترى كيف يمكنها الاستفادة منها، وأيضًا أستراليا سعت إلينا في هذا الشأن وموزمبيق وسريلانكا، وكان لدينا العديد من السفراء الذين حرصوا على زيارتنا والتعرف على التجربة المصرية.
وأرى أن هذه ميزة أننا استطعنا في غضون عام و5 أشهر ماضية، أن نضع الثقة بيننا والجاليات، لأنهم أصبحوا يثقون بأنه عندما تقول وزارة الهجرة أي شيء تفعله وليس مجرد أحاديث للدعاية والإعلام، فننفذ ما نقوله.
وذلك بالإضافة إلى جودنا على جميع المجموعات على الواتس آب ومواقع التواصل الاجتماعي والتناول والتخاطب المباشر وتلقي المشكلات والاستغاثات والتعامل الفوري معها، ونحصل على الرد لهم ولا نتلقى المشكلة دون تنفيذ.
ونتواصل مع مختلف المؤسسات وأحيانًا يكون الرد آني بعد مجرد دقائق وفي البداية “كانوا مش مصدقين.. وبيقولوا أنتِ الوزيرة بجد ولا بتضحكوا علينا؟”، وأحاول بقدر الإمكان تحقيق فكرة أننا عائلة وعندما يحتاج أحد شيء، يجب ان نكون بجواره.
وما يسعدني الآن هي طريقة التعامل والمحبة المشتركة بيننا والتي تظهر عبر التواصل عن طريق الجروبات.
ولا نسعى وحدنا لخدمتهم، ولكن المصريون أنفسهم أصبحوا يسعون إلى أن يساعدوا بعضهم البعض، ولاحظتُ أن كل مبادرة من المبادرات لها مجموعات كثيرة، على كل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي للمصريين والجميع يسعى إلى مساعدة الآخرين.
ربط الجيل الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج بمصر
• مهمة ربط الجيل الثاني والثالت من أبناء المصريين بالخارج بمصر.. هل تواجهين صعوبة في ذلك خاصة أن بعضهم لم يزر مصر من قبل؟
لا يوجد شيء صعب، والرغبة في ذلك مشتركة بيننا وأبنائنا من الجيل الثاني والثالث والرابع لأنهم يريدون التعرف على أصولهم، والأبناء من المصريين بالخارج يبحثون عن أصولهم ويكونوا مستعدين وسعداء ذلك، لكن يريدون من يأخذ بأيديهم وتعريفهم.
وهؤلاء الأبناء فور وصولهم لأول مرة من الطائرة، يشعرون ببلدهم وأن هذا بيتهم ويرون كل شيء جميل، والإحساس بذلك ينعكس على كل شيء.
ونُنظِّم لهم أيضًا رحلات لقناة السويس ومنطقتها الاقتصادية وأحيانًا يزورون الدفاع المدني والمتاحف والاستماع إلى محاضرات مع أساتذة أفاضل مثل الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات والدكتور ميسرة عبدالله، عالم المصريات، ونائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية للشئون الأثرية وخبراء آخرين معنيين بالجذور المصرية.
ونُحاول بقدر الإمكان عدم التركيز فقط على أبنائنا في الخارج من الجيل الثاني والثالث والرابع، بل نحاول أيضًا أن نصل بينهم وأبنائنا في المدارس الدولية الموجودة في مصر، لأنه أحيانًا لا يركز الآباء على أن الأبناء يكونوا على دراية بكل العناصر الجيدة في مجتمعاتهم التي تجلعهم متفردين.
ونحرص دائمًا على تنظيم معسكرات ورحلات، وهذه المرحلة الثانية من مبادرة “اتكلم عربي” وهي المبادرة الرئاسية التي نشرف بتنفيذها، والتي تُركز على الجذور المصرية، والمرحلة الأولى منها كانت تركز على اللغة العربية.
ولم ننسَ المرحلة الأولى ونحاول التطوير من التطبيق الخاص بـ”اتكلم عربي” والصفحة الخاصة به، ومن المعسكرات والرحلات التي ننظمها حتى نعرف أبناءنا سواء في الخارج من الجيل الثاني والثالث والرابع أو في المدارس الدولية، عمَّا تعنيه اللغة العربية والحاجة للتحدث بها، لأنَّ اللغة العربية غنيَّة.
والإحساس بالتفرد والحضارة العظيمة والمتفردة، خاصة أنها هي التي بنت العالم، والعالم جاء من بعدها وهي التي بنت التاريخ والتاريخ جاء من بعدها، فالإحساس بالتفرّد وأن لنا حضارة هي الأسمى والأعظم، يجعل الأبناء سواء كانوا موجودين في مصر أو خارجها، يشعرون بعظمتهم وأنهم متفردين والانتماء إلى بلدهم أيضًا.
أزمة التعليم الأجنبي غير المعترف به داخل مصر
• بعض الطلاب المصريين الدارسين في الخارج يُواجهون مشكلة التعليم الأجنبي غير المعترف به داخل مصر.. كيف يمكن حل هذه الإشكالية؟
الحل الأسهل هو ألا يدرسوا في مدارس وجامعات غير معترف بها.. إنَّما لا يمكننا إجبار أحد على الدراسة في مكان محدد، وأمر الدراسة متروكًا تمامًا لأبنائنا واختيارهم واختيار أولياء أمورهم.
والمشكلة أنه عندما يحدث مثل ذلك، نتواصل مع وزارتي التعليم العالي والتربية التعليم ونُحاول بقدر الإمكان أن نرى إمكانية أن نعترف بهذه الشهادات، وإذا لم تكن هناك إمكانية، لأنّ الدراسة التي درسوها أقل بكثير جدًا من المتطلبات في مصر، وحتى يلتحق الطالب في النظام المصري، ان يكون هناك “مقاصة” أو دراسة مناهج لم يدرسوها أو أن يمتحنوا في بعض الأمور، حتى يكون لديهم شهادة معترف بها يلتحقون بها في الجامعات المختلفة.
ونسعى مع الوزارتين، حتى يكون هناك متسع من الاعتراف بالمدارس والجامعات، لكن يجب أن يتوفر فيها الأساسيات.
وأتمنى أنه قبل سعي الآباء إلى الالتحاق بمدارس او جامعات خارج مصر، أن يتأكدوا من خلفيتها وما إذا كان معترف بها أم لا والبحث عن خريجيها أين عملوا، حتى لا يفقد الطلاب الجدد أموالهم ومستقبل أبناءهم، لأنهم يدرسون أمورًا ليست هي الأفضل وغير مناسبة لمستقبلهم.
إنما نُحاول بقدر الإمكان أن نكون حلقة الوصل ما بين أبنائنا والوزارات المعنية، حتى إذا كان هناك أي نوع من أنواع المساعدة، أن نُقدمه ولدينا تعاونًا متميزًا مع وزارة التعليم العالي من خلال اللجنة الدائمة للنظر في أوضاع أبناءنا الموجودين في الدول التي تعاني من نزاعات، والذين نُحاول إدماجهم في نظام التعليم المصري.
ولدينا علاقة متميزة مع وزارة التربية والتعليم، التي من خلالها استجبنا للعديد من الطلبات الخاصة بالمصريين في الخارج، لأنَّهم طلبوا بتقسيم الفصل الدراسي لأبنائنا في الخارج، واستجاب وزير التربية والتعليم وطالبوا بالمزيد من المدارس المصرية التي تكون موجودة في الخارج، والتي يسمونها “مدارس المسار المصري”، التي بدأناها بمدرسة متميزة في إيطاليا تسمى “نجيب محفوظ” وهي ناجحة جدًا وكانت اللبنة الأولى وبدأت في الانتشار حول العالم.. وبقدر الإمكان نُحاول تنفيذ كل طلبات المصريين بالخارج.
كيفية الاستفادة من المشاهير والناجحين المصريين في الخارج
• يوجد خارج مصر مشاهير مصريين وعقول مصرية ناجحة ومبدعين كُثُر.. كيف يُمكن الاستفادة منهم؟
المصريون دائمًا ما يكون لديهم الاستعداد لخدمة بلدهم ومساندتها في أي شيء تحتاجه، ونرى ذلك فيما يفعله العديد من الأطباء المتميزين الموجودين في كل مكان حول العالم، ولدينا أفضل أطباء على مستوى العالم، بدليل أن كل دول العالم تسعى إلى الأطباء المصريين للعمل في الخارج، ويوجد مكاتب “سمسرة” موجودة على الأراضي المصرية، حتى تُقنع المصريين للعمل في بلادهم.
وهؤلاء الأطباء دائمًا ما يسعون إلى وزارة الهجرة، فعندما يكونوا موجودين على الأراضي المصرية سواء في رحلة أو مؤتمر أو إجازة، أنَّ يعطوا من علمهم وخبرتهم المهنية، في إجراء عمليات ومعالجة المصريين، وينفذون كل شيء يطلبه المصريون.
وهم على استعداد للذهاب إلى أفقر القرى والنجوع، حتى يكونوا مع المصريين الذين في حاجة إليهم، والأمر ذاته يحدث من المشاهير.
ومحمد صلاح شخصية رائعة ولا نطلب منه شيء ونكون في حاجة إليه ويُقابل ذلك بالرفض، والأمر ذاته مع الممثلين المصريين في الخارج، مثل رامي مالك أو مينا مسعود أو غيرهما.
وأيضًا يوجد علماء وخبراء اقتصاديين على أعلى المستويات، ولا يتأخرون عن تقديم أي شيء تحتاجه مصر، ويوجد وزراء ونواب في برلمانات أجنبية ولواءات في أسلحة وجيوش دول أخرى، وأصولهم مصرية، فلدينا تنويع مبهر من المصريين في الخارج.
وعندما كنتُ في فرنسا خلال اجتماع مع الجالية المصرية، وجدتُ رجل بوليس على أعلى المستويات والدرجات في البوليس الفرنسي، إنَّما شعوره بمصريته قوي جدًا، وليس معنى أنه يعمل عملًا له علاقة بالأمن القومي لدولة أخرى أنه يفقد الإحساس والمحبة والتواصل مع دولته التي لها دين في رقبته، وهذا يحدث مع المصريين في كل الدول.
وهناك أيضًا المستثمرون، ففي كل الجولات أسعى إلى الاجتماع مع كبار المستثمرين المصريين في الدولة التي أذهب اليها، وعندما كنت في كاليفورنيا عقدت هذا الاجتماع وفوجئت بوجود عدد كبير من المستشمرين المهمين على مستوى العالم في مجال التعدين والسياحة والطاقة، والذين يسعوْن إلى مصر عندما ننادي إلى استثمارهم في الأسواق المصرية.
هذه علاقة خفية بين المصري ودولته ولا ينساها، ودائمًا ما يوجد ارتباط تجاه الدولة الأم، ويكونوا على استعداد لمساعدتها في أي شيء.
تواصل مستمر لوزيرة الهجرة مع المصريين في الخارج
• البعض يصف السفيرة سها جندي بأنها “دينامو” بسبب مجهودها المستمر.. فكم ساعة تعمل الوزيرة سها جندي خلال اليوم؟
أعمل لساعات كثيرة ولستُ وحدي ولكن مع زملائي في وزارة الهجرة، ولا أتوقف عن العمل عندما أذهب إلى المنزل، وهذا ما يدفع البعض إلى القول أنني “صاحية 24 ساعة”، ودائمًا ما أكون مع المصريين في أي نوع من أنواع وسائل التواصل، ولا يجوز أن يستغيث أحد بنا وأقول له “كنت نايم”.
وأحمل هم الناس وأرى محبتهم وأشعر أنني أحمل مسئولية التواصل وفي رقبتي محبة ودين للمصريين وأريد دائمًا أن أكون موجودة معهم في حالة ما إذا احتاجوا شيئًا، وهذا يجعلني دائمًا حريصة على الوجود معهم طوال الوقت.
وأستقيظ مبكرًا خلال الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة صباحًا، وأبدأ في التفاعل عبر جميع الجروبات بشكل مباشر وأحب السعادة التي يشعرون بها عندما أتواصل معهم وأتحدث معهم ونضع حلولًا.
ولديهم الكثير من المقترحات المتميزة التي يقترحونها وتكون ذات فائدة لهم ولغيرهم، لأننا في وزارة الهجرة ندرس جميع المقترحات التي تؤدي إلى المزيد من النجاحات فيما يتعلق بملف المصريين بالخارج.
ودائمًا وأبدًا يكون أساس المقترح من المصريين في الخارج، ولا نجبرهم على شيء، مثل مبادرة “سيارات المصريين بالخارج” التي كانت هدفًا وأملًا لهم منذ 20 عامًا ويُحالون الحصول على سيارات بتخفيضات، وعملنا على ذلك وحاولنا بقدر الإمكان أن نُقدم شيئًا يكون الجميع سعداء به.
والأمر ذاته مع جميع الوزارات والمؤسسات والمحفزات التي نقدمها، كان أساسها طلب من المصريين في الخارج وسعينا إلى تنفيذها.
وأكون موجودة مع المصريين في الخارج على مدار الـ24 ساعة، وأعمل كثيرًا ولكن لا أشعر أنه عمل، لأنَّني أحب ذلك ولا أشعر أنَّني مجبرة عليه، ولديَّ قابلية تجاه ذلك ويوجد معي أيضًا زملاء في وزارة الهجرة لديهم الرغبة ذاتها والإحساس أن “المصريين يقدروا يتسندوا عليهم”.
ويمكن قراءة الجزء الأول للحوار من هنا