فيديو صادم و8 ساعات تحقيق.. ماذا حدث لسائق مشاجرة الفردوس؟ (أسرار وكواليس)

01:41 ص
الجمعة 14 مارس 2025
كتب محمد شعبان:
كعادته كل يوم خرج “إسماعيل” من بيته في رحلة معتادة يقود فيها سيارته متجولا بها بين شوارع مدينة الفردوس بأكتوبر لتوصيل تلاميذ إحدى المدارس إلى محراب العلم ثم إعادتهم بعد الظهيرة. سيناريو يومي طرأ عليه تغير تبدلت معه الأحداث رأسًا على عقب بل انتهى بحادثة أضحت حديث الساعة.
صباح 12 مارس الجاري، قاد السائق البسيط مصدر رزقه الوحيد سيارة سوزوكي فان ترافقه مشرفة تساعده في مهمته الشاقة، وبينما هو في طريقه للمدرسة لتوصيل التلاميذ اصطدمت به سيارة ملاكي تقودها سيدة.
يبدو المشهد مألوف لطالما يتكرر في مختلف شوارع المحروسة، إلا أن تلك المرأة أرادت إثبات تفوقها وأن لها يد الغلبة على حساب السائق المسكين. أخرجت هاتفها واتصلت بزوجها ضابط بالمعاش واستنجدت به “تعالى لي بسرعة.. سواق خبطني بالعربية وقل أدبه”.
فور سماعه كلمات “أم العيال”، جن جنون الزوج، فاصطحب ابنيه وهرولوا إلى المكان المنشود. للحظات حاول السائق إيجاد طريقة لتوصيل الحقيقة كاملة دون زيادة أو نقصان لكن للزوجة رأي آخر، أشعلت لهيب المعركة بكلماتها ليخرج الرجل عن انضباطه المعهود ويعتدي وابناه على السائق بالضرب والسحل والسباب بألفاظ خارجة.
مشاجرة طاحنة دارت أحداثها داحل مدينة الفردوس بمدينة السادس من أكتوبر تحت أنظار القاضي والداني، أسرة كاملة في مواجهة السائق المغلوب لأمره، والنتيجة إصابات متفرقة بجسده وتهشيم زجاج سيارته بآلة حديدية لتصبح خسارته مزدوجة، مصدر رزقه ومن قبله كرامته التي فقدها على الرصيف.
مشهد غير مقبول وثقته هواتف الجيران من جهة وكاميرات المراقبة من جهة أخرى، وبينما يجلس السائق على الرصيف يندب حظه على تهشم سيارته وضياع مصدر رزقه الذي يعينه على أعباء الحياة انتشر الفيديو كالنار في الهشيم مفجرًا ثورة غضب عارمة اجتاحت منصات السوشيال ميديا وسط مطالبات بضرورة معاقبة الزوج وباقي أفراد أسرته (زوجته نجلاه).
ما دار في مدينة الفردوس المتاخمة للظهير الصحراوي للمدينة المكتظة بسكانها كان محل رصد الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ممثلة في إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة.
توجيهات سريعة منحها اللواء محمد الشرقاوي لضباط قطاع أكتوبر بقيادة العميد محمد أمين بالتحرك العاجل والحاسم في ذات الوقت حيال طرفي الواقعة المتداولة.
قبل غروب الشمس، تحركت مأمورية من قسم شرطة ثالث أكتوبر قادها المقدم محمد داوود ضبطت طرفي المشاجرة واصطحبتهم إلى ديوان القسم، وعرضهما على النيابة العامة للتحقيق.
7 قرارات من النيابة في مشاجرة الفردوس
بعد تحقيقات استمرت 8 ساعات انتهت النيابة إلى إخلاء سبيل سائق ميكروباص المدرسة بعد استجوابه وسماع أقواله التي جاءت بصوت حزين بالكاد يُسمع “سحلوني ودمروا مصدر رزقي”، ليس هذا فحسب، أقوال السائق عبرت عن حالته النفسية السيئة “مش عاز فلوس يا بيه.. كل اللي عايز حقي وكرامتي”.
في الجهة المقابلة، جاءت قرارات النيابة صادمة لهم، أمرت بحبس المتهم الرئيس في مشاجرة الفردوس “الزوج” احتياطيا على ذمة التحقيق فيما أخلى وكيل النائب العام سبيل زوجته.
قرارات النيابة في ترند الساعة مشاجرة الفردوس شملت الاستماع إلى أقوال شهود العيان وتفريغ الكاميرات وعرض سائق سيارة المدارس على الطب الشرعي لبيان ما لحق به من إصابات بالإضافة إلى التحفظ على السيارتين محل الواقعة لعرضهما على لجنة فنية من المرور لبيان ما بهما من تلفيات وطلبت تحريات المباحث.