“غَزْوَنة” الضفة.. منظمة حقوقية إسرائيلية تكشف جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية

03:17 م
الثلاثاء 11 مارس 2025
كتبت سهر عبد الرحيم:
نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (منظمة بتسليم)، أمس الاثنين، تقريرًا بعنوان “تحت غطاء الحرب: قتل الأطفال أصبح أمرًا روتينيًا في الضفة الغربية”، حذر فيه من اتساع عمليات التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار المركز في التقرير، إلى أن إسرائيل تعمل على تطبيق نموذج غزة في الضفة الغربية، أو ما أصبح يُعرف بـ”غَزْوَنة” الضفة، من خلال إتباع نفس الأساليب التي استخدمتها في القطاع من تهجير قسري للسكان أو استهداف المدنيين لاسيما الأطفال.
وقال المركز، إنه في 19 يناير 2025، بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها أضافت مطلب “زيادة النشاط الهجومي” في الضفة الغربية إلى قائمتها الرسمية لـ “أهداف الحرب”.
وأوضح أنه منذ ذلك الوقت صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من قمعه ضد الفلسطينيين في الضفة واعتمد تدابير أكثر تطرفًا، بما في ذلك العنف التعسفي الشديد ضد المدنيين الأبرياء، والقيود الشديدة على الحركة وتعطيل الحياة اليومية، والإلغاء الشامل لتصاريح الدخول إلى إسرائيل وغيرها.
ولفت تقرير المركز الحقوقي الإسرائيلي، إلى أنه في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 23 فبراير 2025، استشهد 180 قاصرًا فلسطينيًا في الضفة الغربية على يد قوات جيش الاحتلال، بينما استشهد خمسة آخرين على يد جهة إسرائيلية مجهولة، مضيفًا: وتشير ة السابقة إلى أنه في الغالبية العظمى من الحالات، لن يُحاسب أحد.
ونشر المركز مقطع فيديو على حسابه بمنصة “إكس”، للحظة استشهاد 4 أطفال فلسطينيين في الضفة الغربية على يد جيش الاحتلال، في أقل من شهر.
والأطفال هم، حاتم غيث، 12 عامًا، أُصيب برصاصة في ظهره أثناء هروبه من الجنود في كفر عقب؛ وريان السيد، 14 عامًا، أُصيب برصاصة من داخل سيارة جيب عسكرية مدرعة في جنين؛ وعبد الله هواش، 11 عامًا، استشهد أثناء إلقائه الحجارة على قافلة من سيارات الجيب المدرعة في نابلس؛ وناجي زماعرة، 14 عامًا، أُصيب برصاصة من قِبل جنود كانوا في كمين.
وأشار المركز إلى أن هؤلاء الأطفال لم يشكلوا أي تهديد حقيقي على جنود الاحتلال.
وذكر تقرير المركز، أن عمليات جيش الاحتلال ركزت على شمال الضفة الغربية بشكل أساسي على مخيمات اللاجئين في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، إذ اجتاحت قوات ضخمة العديد من البلدات ومخيمات اللاجئين في الشمال بالجرافات، ودمرت البنية التحتية المدنية عمدًا وبشكل عشوائي بما في ذلك الطرق وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وأضاف أنه تم قصف مئات المنازل وتدميرها جزئيًا أو كليًا دون أي تهديد ملموس مرتبط بها، وتعطلت المساعدات الطبية للسكان، وكان هناك إطلاق نار كثيف وعشوائي. في الآونة الأخيرة، تم استخدام الدبابات وناقلات الجنود المدرعة لأول مرة منذ عام 2002 في مدينة جنين بالضفة.
وتابع المركز في تقريره، ومن بين العناصر الأخرى التي تساهم في إضفاء طابع غزة على الضفة الغربية، الاستخدام المتزايد للغارات الجوية، والتي تستهدف بعض المناطق الأكثر ازدحامًا في الضفة وتعرض المدنيين للخطر بشكل خطير.
وفي تقرير آخر للمركز الحقوقي الإسرائيلي بعنوان “عقيدة غزة: الضفة الغربية تحت النار”، قال فيه إنه في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 8 مارس 2025، وثقت منظمة “بتسيلم” 69 غارة جوية أسفرت عن استشهاد 261 شخصًا، بما في ذلك 41 قاصرًا على الأقل.
وأضاف التقرير، وعلى النقيض من ذلك، أسفرت الغارات الجوية في الضفة عن استشهاد 14 شخصًا في السنوات الثماني عشرة السابقة، من عام 2005 إلى 7 أكتوبر 2023.