04:21 م
الثلاثاء 15 يوليو 2025
القليوبية أسامة عبدالرحمن:
“احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة”.. هذه الحكمة القديمة تجسدت في جريمة مروعة شهدتها محافظة القليوبية، حيث دفع شاب عشريني حياته ثمنًا لثقته في صديق طفولته.
القصة المأساوية التي هزت منطقة بهتيم بشبرا الخيمة كشفت تفاصيل العثور على جثة شاب مقتول في أرض زراعية، ليتبين أن القاتل هو الأقرب لقلبه.
البداية كانت مع حالة من الخوف والذعر سادت أهالي عزبة أنور شعبان، بعد أن عثروا على جثة شاب مجهول الهوية، ممزقة وعليها قطع ذبحي في الرقبة، ملقاة في أرض زراعية، وأبلغ الأهالي رجال الأمن، لتبدأ رحلة البحث والتحري لكشف غموض هذه الجريمة البشعة.
التحريات المكثفة لرجال المباحث سرعان ما قادتهم إلى هوية الجاني، التي جاءت صادمة: إنه صديق الطفولة للمجني عليه، فالجاني يُدعى “إسلام. م” (22 عامًا)، ويعمل مكوجيًا ويقيم في العزبة نفسها التي عُثر فيها على الجثة، أما المجني عليه فهو “يوسف”، شاب عشريني يعمل ترزيًا بأحد مصانع الملابس.
لم تكن الجريمة وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة خلافات شخصية تراكمت بين الصديقين، وتسلل الحقد إلى قلبيهما، وصلت الخلافات بين “يوسف” و”إسلام” إلى طريق مسدود، لتنتهي نهاية مأساوية غدر فيها أحدهما بالآخر.
كانت العلاقة بين الصديقين قد شهدت جمودًا طويلًا، قطعه اتصال هاتفي من المتهم “إسلام” بالمجني عليه “يوسف”، وزعم “إسلام” في اتصاله أنه أخطأ في حق صديقه، وأنه يرغب في إعادة العلاقة الطيبة بينهما، بل ووعده بتسديد جزء من دين مالي عليه.
هذه الكلمات المعسولة أقنعت “يوسف” واستدرجته؛ فخرج من منزله بمنطقة المرج بالقاهرة، متوجهًا إلى بهتيم بالقليوبية، معتقدًا أن الخلافات قد انتهت وأن صفحة جديدة ستُفتح بينهما.
عند وصول “يوسف” إلى المكان المتفق عليه، كانت المفاجأة صادمة ومروعة، لم يجد “يوسف” سوى طعنات غادرة من صديقه، استقرت في أماكن متفرقة من جسده، تلتها طعنة ذبيحة في الرقبة، ليسقط المجني عليه غارقًا في دمائه وسط الأرض الزراعية، دون أن يجد من ينقذه، ليفارق الحياة وفي عينيه حزن وألم من خيانة الصديق.
تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من ضبط المتهم “إسلام. م” خلال ساعات قليلة من ارتكاب الجريمة، وبمواجهته، اعترف المتهم بجريمته، وأمرت النيابة العامة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد انتهاء تقرير الطب الشرعي.