خطة الترحيل الكبرى.. إدارة ترامب تتفاوض مع 30 دولة لترحيل مليون مهاجر رغم التحديات

11:52 ص
الأحد 13 أبريل 2025
كتب محمد جعفر
تبذل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهودًا مكثفة لترحيل أكبر عدد من المهاجرين خلال العام الأول من ولايته الثانية، حيث يُطرح بشكل متكرر في النقاشات الخاصة بالإدارة خطط ترحيل مليون مهاجر، وذلك بحسب ما أفاد به أربعة مسؤولين فيدراليين حاليين وسابقين مطلعين على الخطط، لصحيفة “واشنطن بوست”.
ويُعتبر هذا الرقم أعلى بكثير من الأرقام السابقة، إذ لم يتجاوز الرقم الأعلى المسجل حتى الآن 400 ألف مهاجر سنويًا خلال فترة حكم الرئيس باراك أوباما، ومع ذلك، أشار بعض المسؤولين للصحيفة إلى أن إدارة ترامب لا توضح كيفية احتساب هذه الأرقام.
ويرى محللون أن هذا الهدف يبدو غير واقعي، وربما مستحيلًا، استنادًا إلى الموارد المتاحة، بما في ذلك التمويل، وأعداد الموظفين، وحقوق معظم المهاجرين في المثول أمام المحكمة قبل ترحيلهم.
وأكد مسؤولان من الذين تحدثوا لصحيفة “واشنطن بوست” أن مستشار البيت الأبيض، ستيفن ميلر، يعقد اجتماعات شبه يومية مع مسؤولين من وزارة الأمن الداخلي ووكالات فدرالية أخرى لمتابعة تحقيق هذا الهدف.
وأوضح المسؤولون أن أحد المسارات المقترحة لرفع عدد المرحلين هو ترحيل بعض من بين 1.4 مليون مهاجر ممن صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية، لكن تعذر تنفيذها لأن دولهم الأصلية ترفض استقبالهم.
وأشار مسؤولان إلى أن الإدارة الأميركية تجري مفاوضات مع نحو 30 دولة لاستقبال مرحلين لا يحملون جنسياتها، وفي مستند قضائي حديث، ذكرت الإدارة أنها تأمل في إرسال “آلاف” المهاجرين إلى ما يُعرف بـ”الدول الثالثة”.
ورغم أن الإدارات الأميركية السابقة سعت لترحيل أشخاص إلى دول ثالثة، فإن ما يجري حاليًا يُعد الأكثر طموحًا حتى الآن، بسبب الرقم المستهدف، إذ يطمح ترامب لتنفيذ أكبر عملية ترحيل داخلي في تاريخ الولايات المتحدة.
وبدأت الإدارة فعليًا بترحيل أشخاص إلى دول لا يحملون جنسياتها، منها المكسيك، وكوستاريكا، وبنما، كما تم ترحيل مهاجر واحد على الأقل إلى رواندا هذا الشهر، عقب مفاوضات مكثفة بين محاميه وإدارة بايدن.
ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، التعليق على تفاصيل هدف الحكومة، لكنه قال في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن إدارة ترامب تملك تفويضًا شعبيًا لإصلاح ما وصفه بفشل إدارة بايدن في التعامل مع أمن الحدود وتطبيق قوانين الهجرة.
وأضاف: “إدارة ترامب بأكملها ملتزمة بتنفيذ هذا التفويض، وليس مجرد أهداف عشوائية، من خلال نهج حكومي شامل لضمان ترحيل جماعي فعال للمهاجرين غير الشرعيين من الإرهابيين والمجرمين”.
وكان ترامب قد أعلن خلال حملته الانتخابية أنه ينوي ترحيل “ملايين” المهاجرين، بينما قال نائبه جيه دي فانس العام الماضي إن البداية قد تكون بمليون شخص، غير أن البيانات الرسمية توضح أن التنفيذ ليس بهذه السهولة.
يُذكر أن أغلب المهاجرين غير الشرعيين، الذين يُقدّر عددهم بـ11 مليونًا، يحق لهم الحصول على جلسات استماع في محكمة الهجرة قبل ترحيلهم، بمن فيهم من لديهم سجل إجرامي، ونتيجة التراكمات الحالية في قضايا الهجرة، قد يستغرق البت في هذه القضايا شهورًا أو سنوات.