اخبار مصر

خرائط.. الطريق إلى شمال غزة مفروش بالركام: كيف فتحت الشوارع المغلقة؟



06:49 م


الإثنين 27 يناير 2025

مارينا ميلاد:

على ضوء فجر اليوم، مضى سيل من سكان غزة عبر شارع الرشيد عائدين إلى ديارهم شمالا بعد أن نزحوا منها إثر الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع وامتدت نحو 15 شهرًا.

وأظهرت لقطات فيديو حشوداً من الناس يسيرون على الأقدام على طول طريق الرشيد الساحلي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وحيث وقع بعض من أسوأ المعارك والدمار.

ووصفت “حماس” تلك العودة بأنها “انتصار” ضد ما وصفته “بخطط التهجير القسري للفلسطينيين”، خاصة بعد تصريحات دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي)، حول احتمالية نقل سكان غزة باتجاه الأردن ومصر، الأمر الذي رفضته الدولتان.

وضمت الصفوف العائدة والتي يجثم عليها المشاعر المختلطة؛ نساء حاملات بعض الأمتعة، وأطفالاً وشبابًا يغنون، ومسنين يمشون على عكاكيز وآخرين مصابين. وعلى الجانبين، عُلقت اللافتات المرحبة بهم. في الوقت نفسه، كانت بلدية غزة تعمل على قدم وساق لفتح الشوارع المغلقة بفعل الركام الهائل حتى تسهل مرورهم.

وتستعين بلدية غزة، كما ذكرت، بآليات متبقية من القطاع الخاص لرفع الركام في ظلّ تدميرِ آليّاتها ونقصِ المُعدّات اللاّزمة.

رغم ذلك نجحت في إعادة فتح عدد من الشوارع أبرزها شارعي الرشيد وصلاح الدين، ولازال هناك عدد من الشوارع الرئيسية مخطط لفتحها خلال الأيام المقبلة.

ويقول سمير قنوع (مدير دائرة الإشراف والصيانة بالبلدية) إنه “منذ بدء الهدنة ونعمل ليلا ونهارا حتى نستطيع استقبال النازحين في الجنوب وفتح الشوارع أمامهم، وكان أولهم الشوارع الرئيسية الواصلة بين الجنوب والشمال”.

وغير مرور القادمين من الجنوب، فمن المفترض أن تمر شاحنات المساعدات وسيارات الطوارئ من تلك الطرق بكثافة خلال الأيام المقبلة، فتتحدث تمارا الرفاعي (مديرة العلاقات الخارجية والإعلام في الأونروا) عن حاجة سكان غزة إلى كم كبير من المساعدات المختلفة، فتقول: “رأيت عشرات الآلاف من الناس تجمعوا للعودة إلى منازلهم، أو ما تبقى منها في الواقع، وبينما أشاهد اللقطات وأستمع إلى مدى سعادتهم وارتياحهم، فإن حجم ومدى الدمار الذي ينتظرهم غير متوقعين”.

لذا تشترك بلدية غزة مع الهيئةِ العربية الدولية لإعمار فلسطين، وعدد من المؤسسات الأخرى لمواصلة فتح الشوارع. وتطالب كافة المنظمات الدّولية بضرورةِ دعمها وتوفير الآليات والمعدّات اللازمة للقيام بأعمالها.

وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس إغلاق معبر نتساريم متهمة “حماس” بتنفيذ خرقين، أولهما عدم إطلاق سراح الرهينة المدنية أرييل يهود والذي قالت إنه أولوية، إضافة إلى عدم تقديم حماس قائمة بالرهائن الأحياء منهم والأموات. وكانت حركة حماس أفرجت عن أربع مجندات، السبت الماضي، مقابل إطلاق سراح 200 من السجناء الفلسطينيين.

وفي طريق العودة إلى الشمال، قالت إحدى السيدات العائدات، وهي أم لخمسة أطفال: “لا أصدق أننا مازلنا على قيد الحياة ونعود إلى ديارنا. اعتقدت أنني لن أعود أبداً “، فيما قال مواطنون أخرون خلال سيرهم وسط الشوارع المدمرة، “إنهم رأوا طرقا يمتد عليها تلال من الركام، ورائحة الجثث المتحللة تفوح بها”، حيث ما تزال جثث العديد من القتلى تحت الأنقاض، بينما تتعفن أخرى في الشوارع.

وعبر من وصل منهم إلى منازلهم، عن صدمتهم “لأن بيوتهم قد اختفت، ولم تعد لها ملامح”. (اقرأ: منشورات يافا: “حتى لا ننسى خريطة غزة”).

اقرأ أيضا:

ذكريات مُلغمة.. ركام حرب غزة يهدد حياة الناجين

“مساعدات غزة”.. أكثر من مجرد صناديق طعام (قصة مصورة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *