كشف الدكتور حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية، عن تعقيدات الموقف التفاوضي الحالي، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يجد سهولة في الانقلاب على اتفاق شرم الشيخ أو التملص من بنوده.
وأضاف الدجني، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي ببرنامج “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعب دورًا محوريًا في إنقاذ إسرائيل من مأزقها، مشيرًا إلى أن تدخله الحاسم كان العامل الأبرز في الوصول إلى صيغة اتفاقية تضع حدًا لحرب استمرت لعامين كاملين.
وتابع أستاذ العلوم السياسية شارحًا تميز هذه الجولة التفاوضية عن سابقاتها، موضحًا أنه بينما كانت المقاومة الفلسطينية هي الطرف المُبدي لمرونة التفاوض في الماضي، جاءت “الورقة التي قدمها ترامب مصممة بدقة لا تمنح حماس رفاهية الرفض أو القبول بسهولة”، مؤكدًا أن رفض الحركة للورقة كان سيمنح واشنطن الضوء الأخضر لمنح إسرائيل الشرعية الكاملة لمواصلة عمليتها العسكرية.
وأشار إلى أن بيان حركة حماس الأخير جاء متزنًا ومركزًا على المطالب الجوهرية كإطلاق الأسرى والانسحاب الإسرائيلي، مشددًا على أن مفاوضات شرم الشيخ شكلت حجر الأساس الذي تم البناء عليه للوصول إلى هذه الصيغة النهائية.
وأكد الدجني: “ترامب لا يتحرك بلا أهداف استراتيجية”، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي لم ينقذ إسرائيل من مأزق سياسي وعسكري خطير فحسب، بل إنه يسعى في الوقت ذاته إلى تحقيق إنجاز تاريخي يضعه في موقع المنافسة على جائزة نوبل للسلام، مما يضع نتنياهو أمام واقع اتفاقي يصعب التحلل منه.