08:41 م


الأحد 13 يوليه 2025

كتب مختار عاشور:

على بُعد كيلومترات قليلة من شواطئ مرسى علم الهادئة، وفي قلب صحراء البحر الأحمر، تتوارى لوحة طبيعية مذهلة لا تشبه غيرها… إنها “بحيرة النيزك”، التي تبدو وكأنها حفرة سماوية انشقت عن الأرض لتحتضن مياهًا فيروزية صافية، تُبهرك من النظرة الأولى. وسط الصخور الصامتة والهدوء الخالص، تقف البحيرة كتحفة نادرة، تحكي سِرًا دفينًا من أسرار الطبيعة.

ونستعرض عبر موقع “مصراوي” تفاصيل واحدة من أندر الظواهر الطبيعية على أرض مصر، حيث تتوارى “بحيرة النيزك” في أحضان صحراء مرسى علم ككنز مخفي لا يعرفه كثيرون. بمياهها الفيروزية النقية وتكوينها الصخري الفريد، تقف البحيرة كأنها حفرة سماوية نُقشت على الأرض، لتروي حكاية جمال نادر لم تمسّه يد بشر.

بحيرة النيزك.. جوهرة خفية تشبه نيزكًا سقط من السماء

بحيرة النيزك، أو كما يسميها البعض “مسبح الجنة”، تقع على بُعد نحو 8 إلى 14 كم جنوب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وهي عبارة عن حفرة صخرية طبيعية تشبه شكل النيزك الساقط، ما أعطاها اسمها الغامض الذي ارتبط بأسطورة شعبية تقول إن نيزكًا ضرب هذا الموقع منذ مئات السنين، فكوَّن تلك البحيرة الغريبة.

بحيرة النيزك نتاج الزمن والمد والجزر

لكن بعيدًا عن الأسطورة، تُظهر التحليلات الجيولوجية أن البحيرة تشكّلت نتيجة تآكل صخري طبيعي بفعل عوامل الزمن والمد والجزر، مما جعلها تتكوّن على هيئة بركة دائرية محاطة بالصخور من كل جانب، لتصبح في النهاية حمامًا طبيعيًا مفتوحًا في قلب الصحراء.

بحيرة النيزك تجمع الصفاء والجمال

ما يميز البحيرة فعلًا هو لونها الأزرق الفيروزي الشديد الصفاء، وهدوؤها التام، إذ لا تتأثر بأمواج البحر المجاور، ما يجعلها مثالية للسباحة، أو الاسترخاء، أو حتى جلسات التأمل واليوغا. عمق البحيرة يتراوح بين 8 إلى 10 أمتار، بينما تحيط بها تضاريس صخرية ملساء تُسهّل الجلوس والاستمتاع بالمشهد الخلاب.

ملاذ السائحين بعيدًا عن الزحام
وتُعد البحيرة وجهة مفضلة للزوار الأجانب، خاصة الباحثين عن أماكن “غير مكتشفة” بعيدًا عن الزحام، كما أنها مقصد للغواصين ومحبي التصوير، لما توفره من انعكاسات ضوئية مدهشة داخل المياه.

وتتكرر الدعوات بين المهتمين بالبيئة والسياحة البيئية لحماية البحيرة والمحافظة عليها، مع التوعية بعدم إلقاء المخلفات أو تسلق الصخور بشكل يضر بالتكوين الطبيعي.

بينما لا تزال كثير من العيون غافلة عن سحر “بحيرة النيزك”، تبقى هذه البقعة الفريدة دليلاً حيًا على عظمة الطبيعة في رسم لوحات تفوق الخيال. إنها ليست مجرد حفرة مائية، بل هدية جيولوجية خفية، تستحق أن تُرى، وتُحترم، وتُروى قصتها لكل من يعشق الجمال خارج المألوف.

شاركها.