12:24 ص
الإثنين 18 أغسطس 2025
كتب محمود الطوخي
مع استمرار حكومة الاحتلال في التهرب من عقد صفقة لإعادة الأسرى، خرج عشرات آلاف الإسرائيليين اليوم الأحد، في مظاهرات احتجاجية للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى من غزة.
وخلال الاحتجاجات أغلق المتظاهرون طرقا رئيسية في تل أبيب، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع شرطة الاحتلال واعتقال نحو 38 متظاهرا، إذ أضرموا النيران أمام مقر حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
وقالت الشرطة في بيان، إنها تعاملت مع الاحتجاجات ف تل أبيب والتي تحوّل بعضها إلى أعمال عنف، حيث اعتدى بعض المتظاهرين على رجال الشرطة جسديا ولفظيا بعبارات مثل “إرهابيون يرتدون زيًا عسكريا”.
وتسبب الإضراب الذي دعت إليه عائلات الأسرى، في انخفاض أنفاق الإسرائيليين بنسبة 5.5% مقارنة بالأسبوع الماضي، وفق شركة “شيبا” التي تدير نظام الدفع ببطاقات الائتمان.
بعد ساعات من بدء الإضراب العام، دوّت صفارات الإنذار في عدة مدن إسرائيلية بعد رصد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن، ما أدى إلى تعليق التظاهرات التي استُؤنفت فور اعتراضه.
إلى جانب عائلات الأسرى، حضر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد، فضلا عن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى ساحة الأسرى في تل أبيب.
وقال جالانت، إن من الضروري تحقيق الهدفين المتبقين من الحرب على غزة، مشيرا إلى أن ذلك لن يتم إلا من خلال إعادة الأسرى أولا ثم “سحق” حركة المقاومة الفلسطينية حماس”، محذّرا من أن “إذا تصرفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بطريقة مختلفة، فلن يعود أحد من الأسرى”.
بدوره، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أن الحكومة لن تنسى الأسرى وستبذل قصارى جهدها لإعادتهم، كما وجّه رسالة إلى دول العالم طالبهم فيها بالتدخل والضغط على حماس للإفراج عن الأسرى: “كفاكم نفاقا واستسلاما لحماس.. عندما تريدون الضغط فأنتم تعرفون كيف تفعلون ذلك”.
ورغم مشاركته في التظاهرات، ندد رئيس الاتحاد النقابي للعمال في إسرائيل “الهستدروت” أرنون بار دافيد، بالإضراب مشيرا إلى أنه “يسيّس النضال من أجل إعادة الأسرى”، غير أنه طالب نتنياهو بعقد صفقة فورا قائلا: “يا نتنياهو.. اعقد صفقة وأنهِ هذا الفصل، دعونا ننهي هذه الحرب”.
نتنياهو لعائلات الأسرى: تدعمون تكرار أحداث 7 أكتوبر
في المقابل، انتقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التظاهرات، معتبرا أن الدعوة لإنهاء الحرب اليوم، هي تعزيز لموقف حركة حماس وإعاقة عملية تحرير الأسرى، متهما المتظاهرين بأنهم “يضمنون تكرار أحداث السابع من أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى)”، وهو الأمر الذي سيضطره إلى خوض حرب بلا نهاية، وفق تعبيره.
من جانبه، هاجم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، المتظاهرين وعائلات الأسرى، مؤكدا أن الإضراب الذي نفّذوه اليوم فشل ويضعف الدولة.
كذلك، اعتبر وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الإضراب، حملة شريرة وضارة “تُلعب بأيدي حماس” ومحاولة لإجبار الحكومة على الاستسلام لأعدائها، وفق منشور على حسابه بمنصة “إكس”.
وردّت عائلات الأسرى على انتقادات نتنياهو، إذ طالبته بإعادة ذويهم بدلا من “تضليل الرأي العام ونشر الشائعات وتشويه سمعة عائلات الأسرى”، مؤكدة أن إنهاء الحرب هو القرار الوحيد الذي يطالب به الشعب.
من جانبه، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، نتنياهو ووزراءه بعد انتقادهم المتظاهرين، قائلا: “الرسائل الحقيرة للوزراء تتهم المتظاهرين بمساعدة حماس، لم يُقوِّ أحد حماس أكثر منكم”.
وأعن منتدى عائلات الأسرى، عزمه إقامة مخيم في أقرب نقطة من حدود غزة، صباح الاثنين، للاستقرار فيه ومواصلة نضالها حتى عودة الأسرى من القطاع، وفق القناة 12 العبرية.
رغم رفض الحكومة: صفقة جزئية؟
وذكرت القناة 12 العبرية، أن مسؤولا إسرائيليا أبلغ عائلات الأسرى اليوم الأحد، أنه بخلاف تصريحات الحكومة لا يزال التوصل إلى صفقة جزئية لتبادل الأسرى مع حماس مطروحا على الطاولة.
وأكد المسؤول، أنه رغم الفجوات الكبيرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، فإن من الممكن التوصل إلى صفقة جزئية وليس اتفاقا كاملا.
وأوضح المسؤول، أنه إذا وافقت حماس على صفقة جزئية وفق الشروط الإسرائيلية فإن تل أبيب قد توافق على عقدها.
قالت هيئة البث العبرية، الأحد، إن إسرائيل أبلغت الوسطاء أن يعيدوا حماس للتفاوض وإلا فإن أول مراحل احتلال غزة ستبدأ قريبا.
وأكدت البث العبرية، أن إسرائيل اعترفت بأن مثل هذه التهديدات لا تقرب حماس من المفاوضات.
وأوضحت مصادر إسرائيلية، أن الصفقة الجزئية لم يتم إسقاطها من جدول الأعمال.