انقطاع الكهرباء ينعش سوق المولدات..ومواجهة تضاعف الأسعار بـالمستعمل (صور)
05:14 م
الإثنين 31 يوليو 2023
كتب محمود عبد الرحمن:
بين المحلات المتخصصة في بيع مولدات الكهرباء بشارع الجمهورية بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، تجول صلاح محمود بحثا عن مولد يمكنه من تشغيل بعض الأجهزة في شقته وقت انقطاع الكهرباء، بسعر متوسط يتناسب مع إمكانياته المادية لكن دون فائدة، فأسعار المولدات تضاعفت هذا الصيف، نتيجة الأزمة الاقتصادية المستمرة بالإضافة للطلب المتزايد على شراء المولدات عقب أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكررة.
“أسعار المولدات بقت حاجة صعبة وكل يوم في زيادة”، يقول صلاح. منتصف يوليو الحالي بداية أزمة انقطاع الكهرباء، مما دفع صلاح الذي يعمل محاسبا بإحدى محلات قطع غيار السيارات في التفكير لشراء مولد كهرباء لإنارة بعض الأجهزة في شقته، وخصوصا في ظل موجة الحرارة الشديدة التي تشهدها البلاد، يقول: “بعد ما خلصت شغل عديت على المحلات أسأل على الأسعار”، لكنه لم يقوم بالشراء ظنا منه استقرار حالة الطقس وانخفاض درجات الحرارة لطبيعتها وعدم انقطاع الكهرباء مرة أخرى: “كنت فاكر انقطاع الكهرباء يومين وخلاص”، وهو ما لم يحدث بعدما أعلنت الحكومة استمرار الأزمة إلى منتصف سبتمبر المقبل.
المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء نادر سعد، أرجع أزمة انقطاع الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة المتسببة في استمرار الضغط على الغاز والوقود، موضحا أن انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء مرتبط بتحسن أحوال الطقس والتي تخفف الضغط على المازوت وبالتالي انتهاء أزمة الانقطاع.
“الجو صعب جدا وقولت لازم مولد خصوصا أن الأزمة مطولة”، يستكمل صلاح، ليتفاجأ الشاب صاحب الـ 34 عاما لحظة ذهابه للشراء بارتفاع أسعار المولدات إلى ضعف الأسعار التي أخبره بها العاملين بالمحلات نتيجة الإقبال المتزايد من المواطنين وقلة الكميات الموجودة، ليجد نفسه مضطر للشراء خوفا من ارتفاع الأسعار مرة أخرى.
“في يوم وليلة لقينا الناس كلها تسال على أسعار المولدات”، يقول وائل أحمد الذي يعمل في إحدى محلات بيع المولدات الكهربائية ومعدات المياه بشارع الجمهورية، يتذكر الشاب حالة الإقبال الشديدة من المواطنين للاستفسار عن أسعار المولدات مع بداية ارتفاع درجات الحرارة وبدء الحكومة في اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتخفيف الأحمال يقول “الناس كانت تسأل وتمشي”، لكن مع استمرار أزمة الانقطاع بدأ الإقبال على الشراء.
“في بيع وشراء بس الأسعار كل يوم في زيادة”، يصف وائل حالة الشراء في الأيام الأولى لبداية أزمة انقطاع الكهرباء قبل قيام الشركات بتعديل الأسعار، يقول “كانت الأسعار في الأول معقوله وكان في مولد بـ 5 آلاف”، قبل أن تقوم عدد من الشركات برفع أسعارها خلال أيام قليلة نتيجة الإقبال الشديد من المواطنين، يقول: “كل ما نطلب قائمة أسعار من الشركة نلاقي ارتفاع في الأسعار”، بجانب رفض شركات أخرى تسليم طلبيات جديدة نتيجة وجود مشاكل في الاستيراد.
تختلف أسعار المولدات الكهربائية حسب قدرة كل مولد ونوعية الشركة المصنعة له، بجانب نوع الوقود المستخدم في المولد، وفقا لمصطفى جمال، أحد العاملين بإحدى محلات المولدات بشارع الجمهورية، يقول “كل مولد له استخدام معين وقدرة معينة”، موضحا أنه يتم تحديد قوة المولد المناسب للمواطن وفقا لاستخدامه وعدد الأجهزة المطلوب تشغيلها من المولد يقول “اللي عاوز يشغل مروحة وثلاجة ولمبات غير اللي عاوز يشغل تكييف مثلا”.
وتبدأ أسعار المولدات من 3000 آلاف جنيه وحتى 40 ألف جنيه، موضحا أن أقل مولد في السعر يستخدم في تشغيل راوتر انترنت ولمبة، بينما يتم استخدام أعلى مولد في السعر في المواقع الإنشائية التي تحتاج تشغيل معدات بجانب عدد من أجهزة التكييف: “كل مولد على حسب استخدامه وقوته”.
ساهم ارتفاع أسعار المولدات في زيادة بحث بعض المواطنين على شراء المولدات المستعملة أو صيانة المولدات القديمة التي يمتلكونها، يقول أحمد مطاوع صاحب إحدى المحلات المتخصصة في بيع المولدات الكهربائية بمنطقة السبتية “كل اللي معه مولد جاي يعمل له صيانة عشان أسعار الجديد غالية”.
منذ 15 عاما، يعمل أحمد في تجارة المولدات الكهربائية الجديدة والمستعملة في المنطقة، مر عليه خلال تلك الفترة الآلاف من الزبائن لشراء المولدات للعديد من الأغراض، يقول “خلال الفترة اللي فاتت كانت الناس تشتري مولدات لأغراض معينة”، منها مواقع الإنشاءات وبعض المحلات التجارية والشركات تحسبا لأي طارئ، وفئة قليلة جدا من أصحاب الشقق: “كان قليل اللي يجي يشتري مولد لشقته”، ليزيد الإقبال مؤخرا بعد أزمة الانقطاع في الكهرباء.
“كان عندنا مستعمل بس دلوقتي مفيش”، يستكمل مطاوع صاحب الـ51 عاما، وذلك عقب حالة الإقبال الكبيرة من المواطنين للسؤال على المولدات المستعملة، موضحا أنه اعتاد خلال السنوات الماضية شراء المولدات المستعملة من المواقع الإنشائية التي يريد أصحابها التجديد: “نروح نشوف كام مولد ونشتريها”، بجانب قيام بعض المواطنين ببيع مولدات لم يقوموا باستخدامها: “الناس اللي بتكون ساكنة في المناطق الجديدة لما بتركب كهرباء تقوم ببيع المولدات”، ليختفي كل ذلك في الوقت الحالي “دلوقتي اللي جاي عاوز يشتري أو يبدل قديم بجديد”.