البيرو تُعزز دعمها لمغربية الصحراء.. زعيمة سياسية تؤكد تأييد أحزاب بلادها للحكم الذاتي

قالت رئيسة الحزب البيروفي “القوة الشعبية”، كيكو فوجيموري، أمس الاثنين بالرباط، إن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية تحظى بدعم عدة تشكيلات سياسية بيروفية.
وأضافت فوجيموري، التي تقوم بزيارة عمل للمغرب، في تصريح خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “عددا من المجموعات السياسية، وعلى رأسها حزب القوة الشعبية، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس البيروفي، اعتمدت قرارًا يدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل سلمي للنزاع حول الصحراء”.
وأشارت إلى أن الحكومة البيروفية كانت قد اتخذت، في تسعينيات القرن الماضي، قرارا “واضحا جدا” بدعم سيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية، وهو الموقف الذي تم الحفاظ عليه لعدة سنوات. كما أوضحت أن اعتماد الكونغرس البيروفي للقرار الداعم لمغربية الصحراء يهدف إلى تصحيح الموقف الذي اتخذته الحكومة السابقة تحت رئاسة الرئيس بيدرو كاستيو بشأن الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق، عبرت كيكو فوجيموري عن قناعتها بأن اعتماد الأحزاب السياسية الممثلة في كونغرس البيرو، “الحليف الاستراتيجي والطبيعي” للمغرب، يعكس دعمًا قويًا من غالبية الطبقة السياسية البيروفية لسيادة المغرب على صحرائه.
يذكر أن لقاء جمع أمس الثلاثاء بين الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، ورئيسة حزب “القوة الشعبية” البيروفي، كيكو فوجيموري، توج بتوقيع اتفاقية تعاون تهدف إلى تعزيز العلاقات الحزبية ودعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وقد شهد اللقاء، الذي جرى بالمقر المركزي لحزب الاستقلال بالرباط، حضور أعضاء من قيادة الحزب ووفد رفيع المستوى من الحزب البيروفي، حيث تم تبادل وجهات النظر حول سبل توطيد التنسيق السياسي والعمل المشترك في قضايا ذات اهتمام مشترك، وعلى رأسها الدفاع عن السيادة الوطنية.
وشكلت هذه المباحثات فرصة لمناقشة آفاق التعاون بين الحزبين في مختلف المجالات، حيث أكدت كيكو فوجيموري أن لقاءها مع قيادة حزب الاستقلال كان مثمرا وبناء، معبرة عن اعتزازها بهذه الزيارة الأولى إلى المغرب. كما شددت على أن موقف بلادها الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية هو امتداد لسياسة قديمة اعتمدتها حكومة والدها، ألبرتو فوجيموري، عندما كان رئيسا للبيرو.
من جانبه، ثمّن نزار بركة هذه الشراكة، مؤكدا أن الاتفاقية الموقعة تمثل رافعة جديدة للدبلوماسية الحزبية في خدمة القضايا الوطنية، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية. وأوضح أن هذا التعاون يجسد رغبة مشتركة في النهوض بالديمقراطية وتعزيز العدالة الاجتماعية، كما أنه يضع أسساً متينة لشراكة استراتيجية تقوم على قيم التضامن والانفتاح وخدمة قضايا الشعوب.
وأكد بركة على أهمية توسيع شبكة الدعم الدولي لقضية الصحراء المغربية، خاصة في أمريكا اللاتينية، من خلال تعزيز العلاقات مع الأحزاب السياسية ذات التوجهات المتقاربة. كما أشار إلى ضرورة تنسيق الجهود في المحافل الدولية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا أن التعاون بين الحزبين سيسهم في تحقيق هذا الهدف عبر آليات الدبلوماسية الموازية.
إلى جانب ذلك، شدد الطرفان على أهمية تبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة، ومواجهة التغيرات المناخية، وتقليص الفوارق الاجتماعية، بما يعزز التعاون بين البلدين على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
المصدر: العمق المغربي