كتب : أحمد الجندي
12:30 ص
09/12/2025
مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، تتزايد المخاوف من الغش الإلكتروني، الذي أصبح يمثل تهديدًا لنزاهة الامتحانات وجهود الطلاب المجتهدين.
في هذا الإطار، كشف خبراء تربويون وتقنيون عن الأساليب الفعّالة لمواجهة الغش وضمان سير الامتحانات بنزاهة كاملة، مؤكدين أن الحلول موجودة لكنها تحتاج إلى تنفيذ دقيق وانضباط صارم داخل اللجان وخارجها.
وفي هذا السياق، قال الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم الأسبق، إن القضاء على الغش في امتحانات الثانوية العامة ليس صعبًا، موضحًا أن المسؤولين عن الامتحانات وضعوا نظام البوكليت الذي وصفه بـ”العبقري”، لكن نجاحه يعتمد على التنفيذ الصحيح والانضباط داخل اللجان.
وأضاف الشربيني في تصريحات خاصة لمصراوي أن فكرة البوكليت تقوم على أن يحصل كل طالب على 50 سؤالًا مختلفًا عن زميله، فإذا حاول الغش، تكون إجاباته مختلفة تمامًا عن زميله، وبالتالي لن تحقق عملية الغش أي نتيجة إلا إذا حدث اختلال في الانضباط داخل اللجنة أو تدخل من الأهالي.
وأشار وزير التربية والتعليم الأسبق إلى أن تدخل بعض الأهالي في اللجان كان سببًا رئيسيًا لمشكلات الغش، موضحًا أنه خلال فترة توليه الوزارة منع عقد الامتحانات في بعض اللجان بالمحافظات الجنوبية وبعض محافظات الدلتا، خصوصًا في المدارس القروية، حيث يكون الانضباط داخل اللجان وخارجها صعبًا للغاية.
وأكد الشربيني أن الغش الإلكتروني لا يمكن السيطرة عليه بنسبة 100% نظرًا لتطور التكنولوجيا بشكل مستمر، قائلاً: “للقضاء على الغش بشكل شبه كامل، يجب فرض الانضباط التام داخل اللجان وخارجها، وفحص اللجان من الليل، حتى نمنع أي محاولات لتدوين الإجابات على الحوائط أو المكاتب، أو استخدام الموبايلات والكاميرات”.
وأضاف: “في 2015 جمعنا كل الجهات المعنية بالدولة، واستغرق الاجتماع حوالي ساعتين، وأوضح أحد المتخصصين من أكبر الشركات التكنولوجية أن التكنولوجيا تتطور باستمرار، لذلك السيطرة الكاملة صعبة”.
وأشار الشربيني إلى أن الوزارة اكتشفت أكثر من 200 طريقة للغش الإلكتروني رصدتها في لجان 2016 و2017، مشدداً على أن الانضباط ومراقبة اللجان أمر أساسي لضمان نزاهة الامتحانات، حتى لا يُحبط الطلاب بسبب محاولات الغش التي يقوم بها البعض.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن القضاء على الغش الإلكتروني داخل لجان امتحانات الثانوية العامة يمكن أن يتحقق من خلال إجراءات بسيطة وفعّالة، مؤكدًا أن الحلول التقنية موجودة لكنها تحتاج إلى تنفيذ منظم.
وأوضح الحارثي في تصريحات خاصة لمصراوي، أن قطع شبكات الاتصال داخل اللجان يُعدّ أحد أهم الحلول التي يمكن أن تنهي تمامًا فكرة تصوير الامتحان أو تسريبه إلكترونيًا، مشيرًا إلى أن وجود رصد استباقي قبل بدء الامتحانات يسهم كذلك في إحباط محاولات الغش.
وأضاف أن استخدام أجهزة مخصصة لقطع الاتصال داخل اللجان هو الإجراء الأقدر على مواجهة المشكلة، مؤكدًا: “لو تم منع الشبكات داخل اللجنة بشكل كامل.. كل أساليب الغش الإلكتروني هتقع”.
وأشار خبير التكنولوجيا إلى أن إيقاف تطبيقات مثل “تليجرام” وقت الامتحانات قد يبدو حلًا، لكنه صعب التنفيذ، موضحًا أنه “مينفعش تحجب خدمة وتعيدها تاني”، ولذلك يظل منع الاتصال داخل اللجان هو الخيار الأكثر فعالية.
اقرأ أيضاً:
بعد اعتداء طلاب على معلم.. نقابة المعلمين تشيد بحزم الداخلية في واقعة عين شمس
11 معلومة حول إنشاء أول مدينة تعليمية على طريق المحلة المنصورة
