اخبار

belbalady حلوى بريطانية كلاسيكية تواجه حالة من عدم اليقين بسبب الواردات الصينية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) لأكثر من 100 عام، ظلّ هذا النوع من السكاكر يشكّل عنصرًا أساسيًا على الساحل البريطاني، أما تاريخ تصنيعه فقديم جدًا لدرجة أن إحدى أشهر الروايات في القرن العشرين استخدمت اسمه، كعنوان.

لكن “روك”، وهي حلوى صلبة فائقة الحلاوة على شكل أعواد طويلة، تبدو مهددة، حيث يقول المصنعون المحليون إنهم توقفوا عن العمل بسبب الواردات الرخيصة.

يُعد شراء قطعة من هذه السكاكر على شاطئ البحر طقسًا نموذجيًا للمرور بالنسبة للبريطانيين منذ أن اجتاحت الحلوى البلاد لأول مرة، في بداية القرن العشرين أو حتى قبل ذلك بقليل، وفق ما يُعتقد.

وبحلول عام 1938، عندما كتب المؤلف غراهام غرين روايته “صخرة برايتون” (Brighton Rock)، التي سُميت تيمنًا باسم الحلوى، استخدم هذه التحلية كرمز للأخلاقيات، إذ تقول بطلة الرواية إيدا، وهي امرأة كانت تسعى لتحقيق العدالة ضد عصابة بمفردها، إن شخصيات الناس تظل كما هي طوال حياتهم، تمامًا مثل الكلمات الموجودة على عود التحلية طوال الطريق.

في الواقع، تلك الحروف الشهيرة الموجودة على قطعة من “Rock” خطتها أيادي حرفيين، عادة في بلاكبول، وهو منتجع ساحلي في لانكشاير، شمال غرب إنجلترا.

والآن تقول المصانع العشرة المتبقية في البلدة إن الصناعة عرضة للخطر، حيث تهدد عيدان “Rock” الرخيصة المستوردة من الصين أعمالها. وقد بعث أصحابها رسالة إلى الحكومة يطالبونها بمنح “Rock” المصنوعة يدويا في المملكة المتحدة وضع الحماية، بحيث لا يمكن إلا للحلوى المنتجة في البلاد أن تُطلق على نفسها اسم “Rock”.

وقال ديفيد ثورب، مدير شركة “Stanton & Novelty Confectioners”، وهو أحد صانعي عيدان سكاكر “روك”  العشرة في بلاكبول، لـCNN: “إنها مشكلة حديثة جدًا” . 

وتابع “لقد كنا دومًا على دراية بالحلويات الصينية، وقمنا ببيع بعض منها بأنفسنا،. ولكن عندما بدأوا بصنع عيدان Rock، كان ذلك عندما قررنا القيام بشيء ما”.

تصنع شركة “Stanton & Novelty” عيدان “روك” لحوالي 150 مدينة ساحلية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مع تضمين اسم كل مدينة في الحلوى. 

ويقول ثورب إن جده بدأ العمل في عام 1969، حيث كان ثمة الكثير من العمل حينها،  لم يتمكنوا من صنع ما يكفي، ولم يكن لديهم ساعات كافية في اليوم”، مضيفًا أنه يتعين عليهم الآن تنويع منتجاتهم، وإنتاج المصاصات وكذلك عيدان “روك”، من أجل الحفاظ على مكانتهم. ويعمل في المصنع أربعة عشر موظفًا، بالإضافة إلى والدي ثورب. وقد عمل والده هناك لمدة 35 عامًا.

عندما بدأ جده العمل، كان هناك أكثر من 30 مصنعًا لعيدان “روك” في بلاكبول وحدها. لكن، يقول ثورب: “أغلقت ثمانية مصانع أبوابها في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية. أتصوّر أنّ اثنين آخرين قد يتم إغلاقهما هذا العام”.

لا تستطيع مصانع المملكة المتحدة التنافس على السعر، إذ أشار ثورب إلى أنه “يتم بيع عيدان الروك الصينية بسعر يتراوح بين 12 و15 بنسًا (0.15 و0.19 دولارًا) لكل قطعة، ونحن نحاول المنافسة، لكن القيام بذلك غير مستدام، ويصبح غير قابل للحياة اقتصاديًا”.

ويُوضح ثورب أنّ تكلفة المكوّنات ارتفعت منذ أن غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، حيث أنّ الكثير من السكر والغلوكوز الذي يُستخدم يأتي من أوروبا القارية. أما أزمة تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة، ضمنًا ارتفاع فواتير الطاقة، فقد جعل الأمر أكثر صعوبة أيضًا.

ذكريات الطفولة

سكاكر
يربط كل بريطاني تقريبًا عيدان سكاكر روك بطفولته.Credit: Neil Hall/EPAEFE/Shutterstock

بالنسبة للعديد من البريطانيين، تُعتبر عيدان “روك” مرادفًا لرحلات الطفولة على شاطئ البحر.

واعتبر ثورب أنّ “الناس يربطون الأمر بالطفولة، سواء كانت طفولتهم، أو طفولة أطفالهم، أو أحفادهم”.

وبطبيعة الحال، يفضل غالبية البريطانيين الآن السفر على متن شركة طيران منخفضة التكلفة للاستمتاع ببعض أشعة الشمس الأوروبية عوض التوجه إلى أحد شواطئ المملكة المتحدة، لكن يعتقد ثورب أنه حتى مع التغيير في عادات العطلات، لا يزال من الممكن كسب لقمة العيش من إنتاج عيدان سكاكر “روك”. 

في بلاكبول، يُعد صنع عيدان “روك” عملاً حرفيًا حقيقيًا، حيث يُغلى السكر والغلوكوز مع الماء، ثم يوضعان على ألواح باردة للتجفيف، مع إضافة الألوان.

وتُحوّل المجموعات الملونة المختلفة إلى شرائح، ثم يتم لفها بشكل إسطواني كبير. ويقوم العمال بتأليف الحروف يدويًا، باستخدام حلوى ذات ألوان مختلفة، بينما لا تزال الأسطوانات في شكلها الأصلي الكبير، بحجم الساعد تقريبًا.

يقوم العمال بعد ذلك بتمديد وضغط أسطوانات “روك” في العصي لتُصبح سماكتها بوصة، ويتم بيعها.

يقول ثورب إن الحلوى المستوردة من الصين لا تحتوي على الحروف التي تمر عبر “روك”، حيث أن الخبرة ليست موجودة بعد. لكن هذا لا يمنع الموزعين وتجار التجزئة من تخزين الحلوى باهظة الثمن المنتجة محليًا.

وأعرب عما تبادر إلى ذهنه: “تأثرت جدًا عندما فكرت بالإغلاق لأننا نعمل في هذا المجال منذ أكثر من 55 عامًا”. وتابع: “هذا المصنع هو هوية عائلتي. سيكون الأمر مفجعًا تمامًا”:.

“ليس لدينا فرصة”

سكاكر
يتطلب صنع عيدان “روك” مهارة وخبرة كبيرتين. Credit: Paul Ellis/AFP/Getty Images

يريد أصحاب هذا العمل أن تحمي الحكومة كلمة “روك” أو “روك ستيك” بالطريقة ذاتها التي تحمي بها المملكة المتحدة الأطعمة والمشروبات الأخرى.

ولكن عوض الاحتفاظ بالأمر في بلاكبول، يريد صانعو “روك” أن تكون الحلوى المصنوعة بأي مكان في المملكة المتحدة مؤهلة، للسماح لمزيد من المنتجين المحليين بالاستفادة. 

ويشير ثورب إلى أن “هناك عدد قليل جدًا من المنتجات التي تثير الحنين بالقدر ذاته الذي تحفزه عيدان روك في الساحل”. 

وأضاف أنها “نوع من التراث الوطني”.

وأوضحت أنيتا ماكاليس، مالكة شركة “McAdams Confectionery” لـCNN، أن شحن الحلوى من الصين له أيضًا كلفة بيئية. 

وكان زوج ماكاليس شرع بهذا العمل في عام 1995. وروت ماكاليس أنها “كانت صناعة مزدهرة، كان يوجد 18 مصنعًا في بلاكبول ولم تكن هناك منافسة بيننا لأنه كان هناك ما يكفي من [الأعمال]”. 

وانخفض عدد موظفيها البالغ عددهم 14 موظفًا إلى ستة فقط، منذ أن بدأت عيدان “روك” المستوردة بالانتشار. 

وعلّق ثورب قائلًا: “إذا انهارت الصناعة المحلية، فسيكون ذلك عارًا كبيرًا، حيث يبلغ عمر العصي الصخرية أكثر من 100 عام، وهي بمثابة كنز وطني”. 

إخلاء مسؤولية إن موقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
“جميع الحقوق محفوظة لأصحابها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *