زواجي في خبر كان لأنني رفضت العناية بإبنة أخ زوجي اليتيمة
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/1710081092398.jpeg)
سيدتي، السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، إسمحيلي أن أرتمي بين أحضان منبرك الأغر منبر قلوب حائرة اليوم وأنا منهارة.
فقبل أن ينقضي حول على زواجي ممن أحب وجدت نفسي في خانة المطلقات.
أمر هالنتي وهال أهلي الذين لم يتقبلوا الأمر لدرجة أن لومهم لي وغضبهم سيدخلني حافة الجنون.
قد تتسائلين سيدتي عن خطبي، فأخبرك أنني إرتبطت بالإنسان الذي همت به هياما وأنا على قناعة. من أنه سيجعلني أميرة على عرش قلبه، فمضت أيامي الأولى معه وكأنها حلم جميل.
لكن سرعان ما إنقلبت الأمور بعد أن توفي أخ زوجي وزوجته على إثر حادث مرور مروع، تاركين فتاة لم يتجاوز عمرها أربعة سنوات.
ولأن الصدمة كانت قوية على الجميع، فقد مكثت إبنة أخ زوجي بيننا بضعة أيام.
وقد تفاجأت من زوجي وهو يخبرني بل ويأمرني برعاية الفتاة التي قرر أن تعيش معنا إلى أخر أيامنا.
لا أخفيك سيدتي أنني لم أتقبل الأمر لأنني وجدت فيه أن مسؤولية رعاية فتاة ليست من صلبي أمر سيعيق عليّ التمتع بالسعادة التي حضيت بها والتي لم أحلم بها يوما.
وفي غمرة محاولتي لإقناع زوجي بالأمر وجدته يخيرني بين القبول أو العودة إلى بيت أهلي.
وكنوع من المكابرة تمسكت برأيي وذهبت إلى بيت أهلي كسياسة لليّ ذراع زوجي. فوجدته يتصل بأبي ويخبره من أنه باشر إجراءات الطلاق عبر المحكمة.
إنقلبت حياتي رأسا على عقب، وغضب والداي مني ووصفاني بالجاحدة التي لا تقدّر النعم.
وأنا اليوم أحيا في تيه وغبن، ولست أعرف إن كنت قد أحسنت التصرف.
حيث أن زوجي أخبرني بأنني لست جديرة بحبه ما دمت قد رفضت إحتضان إبنة أخيه اليتيمة التي لم يبقى لها أحد سواه.
خاصة وأن والديه في أرذل العمر. فما رأيك سيدتي، وهل أستحقّ ما حلّ بي؟.
أختكم ن.رانيا من الشرق الجزائري.
الرد:
أختاه، عديد الأزواج يضعون زوجاتهم على محك الإختبار في مواقف يقرّرون بعدها إبقاء هذه الزوجة على ذمتهم أو لا. وقد وقعت للأسف في فخّ التسرع في إتخاذ قرار وأسرة زوجك في حداد وشجن جرّاء موت أخ زوجك وزوجته. غلبت الأنانية ورفعت سقف شروطك بما لا يتماشى مع الحالة النفسية لأهل زوجك ما كلفك الطلاق.
أعتذر أختاه عن قساوة ردّي، فأنت لم تحسني التصرف وقد رميت بمشاعر زوجك وأهله أرضا.
كيف لا وقد حسبت نفسك أنك الوحيدة من تسكنين سويداء قلبه وقد تناسيت أن إستقرار زوجك النفسي. مرهون بأهله وأخيه الوحيد الذي فقده ولم يبق له منه سوى إبنته التي إعتبرها أمانة في رقبته.
عليه أن يكفلها ويرعاها كرمى لذكرى أخيه المرحوم وحتى يجنّب والديه الهرمين مغبّة التفكير في مصيرها. كيف لا وهي أنسهما بعد وفاة فلذة كبدهما.
تحملين نصيا من المسؤولية مما ألمّ بك أختاه، حيث أنك لم تتريثي وجعلت من قرار رفضك لإبنة أخ زوجك قانونا غير قابل للنقاش. ما جعل زوجك يرمي عليك بيمين الطلاق ضاربا عرض الحائط بالمشاعر التي كان يكنها لك وكبير الحب.
على الأقل لو أنت رمت رضا زوجك وكسب ولائه من خلال تضحية لن تكلفك الكثير بقدر ما ستجعلك جديرة بكل جميل منه. لو كنت على الأقل كبحت جماح التسرع وتريث لأن تهدأ الأمور بما قد يقرّر مصير البنت اليتيمة التي تمنيت لو أنك إحتسبت في تربيتها أجرا وبركة.
ها أنت اليوم تجنين تبعات فعلتك التي لم يغفرها زوجك لك، والدليل أنه آثر على نفسه التخلي عنك بعد أن قررت إيذاءه في أعزّ الناس على قلبه.
ردت: س.بوزيدي
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: الجزائر الآن