أشعر بالإنكسار.. والسبب رجل باعني الأوهام
تحية طيبة للجميع، اليوم أريد أن أختصر رسالتي، لأن إسترجاع الماضي واجترار الذكريات يؤلمني ويعق الجرح في قلبي. وأنا التي كنت كالوردة أينما حللت عبقت المكان بطيب قلبي وجمال روحي. لكن للأسف أتى من قطف أحلامي بدل أن يسقيها فذبلت ولم يعد لدي القوة لأفكر حتى في كيفية الوقوف من جديد.
فأنا كنت أعيش حياة هادئة مرتاحة البال، ناجحة في عملي سعيدة مع أهلي، حتى سولت لي نفسي أن أفتح باب قلبي لرجل باعني الأوهام. ظننت فيه خيرا منحته حياتي وقبلت به زوجا رغم رفض إخوتي ووالدي. دعمته ولم أبخل عليه بشيء. وكان ذلك أسوأ قرار في حياتي، سلبني زينة الحياة، تجارتي صارت بين يديه وكل مالي تحت أمره. إلى حد الآن كل الأمور كانت على ما يرام، لكن ما إن سمع أنني بالحمل انقلبت سعادتي تعاسة وأحزان. صار البيت مشحونا نتشاجر لأتفه الأسباب، بدأت أفكر وأحلل. احتدم الصراع بين ما كان يبديه لي وما صار يظهره، أيعقل أنه نفس الشخص..؟ مؤكد لا، فقد أماط اللثام عن نواياه وصارحني أنه أحب وضعي وليس قلبي، لم يهنأ له بال حتى فقدت حملي إثر حادث سيارة. وهذه كانت النقطة التي فصلت القضية وأسدل الستار على مسرحية كان هو بطلها وأنا الضحية فيها.
ليس هذا فحسب فقد داس على كرامتي حيث ارتبط بأخرى قبل أن يطلقني، انتهت حياتي وابتسامتي. قلبي منهك ودقاته كلها تحكي وجعا ضربني في مقتل، ليس المال الذي أبكي، بل قلبي وعمري الذي سلبه مني. لكن ما خفف من بلائي هو مساندة أهلي بالرغم من أنني لم أنصت لهم، فهل معتبر من قصتي..؟
أحلام من الشرق
الرد:
عزيزتي، أعلم أن مصابك جلال، وأنه ليس من السهل تجاوز هذه المرحلة بسرعة، لكن اعلمي أنه في جوف المحن دائما هناك منحة من العليم القدير، منحة لا ندركها نحن إلا مع الوقت، سنلمسها فيما بعد، وما كان البلاء من الله إلا خيرا لنا لنقترب من لا لنبتعد، فالله قطعها لا يبعد الخير عنا، بل يبعد الشر فقط رأفة بالقلوب السليمة، لهذا لا تستلمي لليأس، ولا ترمي بأحلامك خلف قضبان الحزن والهم، فربما هي دعوة جميلة تقبلها الله وأبعد عنك شرا كان ليفتك بحياتك ويريدك مهزومة مسلوبة العقل والعياذ بالله، واعلمي أنه دوما من عمق الألم يتولد أملا، وما بين غمضة عين وانتباهها يغير الله حالنا إلى أفضل حال، فهو مولانا ويحبنا ودائما لطيفا بنا.
ثم إياك أن تلتفتي لمن داس على كرامتك دون رحمة حتى بالتفكير فيه أو بمجر استرجاع الأوقات التي قضيتها معه، فهو لم يكن أهلا لا للثقة التي وضعتها فيه، ولا لتضحياتك من أجله، أنا متأكدة أنك قوية وأنك سوف تنعمين بأيام رائعة، فأنت والحمد لله محاطة بأهل لم يتخلوا عنك، وهذه في حد ذاتها نعمة من المولى لابد أن تجعلك قوية، فتفاءلي خيرا تجديه إن شاء الله.
المصدر: الجزائر الآن