زيارة تاريخية وفد سعودي يزور مطار دمشق لإعادة تشغيل الرحلات الجوية بين البلدين

في تطور لافت يضاف إلى سلسلة التحركات الدبلوماسية الخليجية، وصل وفد من هيئة الطيران المدني السعودية إلى مطار دمشق الدولي، في خطوة تعد تمهيد لإعادة تشغيل الرحلات الجوية المباشرة بين المملكة وسوريا بعد انقطاع دام لأكثر من عقد من الزمن، وقد تبدو الخطوة فنية في ظاهرها لكنها تحمل مضامين سياسية ثقيلة، تعكس توجه سعودي لتعزيز الاستقرار وإعادة رسم العلاقة مع الجوار الإقليمي عبر بوابات الطيران المدني والاقتصاد.
وفد سعودي يزور مطار دمشق
بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، صرح علاء صلال، مدير العلاقات المحلية والدولية في هيئة الطيران المدني السورية، أن الزيارة السعودية تأتي في إطار جولة تفقدية روتينية تندرج ضمن الإجراءات الدولية المتبعة عادة بين سلطات الطيران المدني في الدول، تمهيد لإعادة تسيير الرحلات الجوية المنتظمة.
لكن وعلى الرغم من الطابع الفني الظاهر للزيارة، فإنها تعد مؤشر دبلوماسي مهم على تسارع التقارب بين الرياض ودمشق، بعد سنوات من الجمود السياسي والقطيعة الدبلوماسية التي بدأت منذ عام 2012 مع اندلاع الأزمة السورية.
إعادة تشغيل النواقل الوطنية السعودية
الزيارة الأخيرة تأتي ضمن خطط إعادة تشغيل النواقل الوطنية السعودية مثل “الخطوط الجوية السعودية” و”طيران ناس” إلى مطارات الجمهورية العربية السورية، وأبرزها:
- مطار دمشق الدولي
- مطار حلب
- مطار اللاذقية
- وذلك بعد استكمال التقييم الفني للبنية التحتية، ومدى مطابقة إجراءات السلامة والأمن للطيران، والتوافق مع معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO).
عودة تدريجية للانفتاح الخليجي
زيارة الوفد السعودي تأتي استكمال لخطوات تقاربية بارزة شهدها العام الماضي، من أبرزها:
- عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية
- اجتماعات وزارية خليجية – سورية
- فتح سفارات وقنصليات جزئية
- زيارات متبادلة على مستويات أمنية واقتصادية
- وهو ما يؤكد التوجه السعودي لدعم الاستقرار الإقليمي وإعادة تأهيل سوريا سياسيًا واقتصاديًا، خاصة في ظل الحراك العربي الجماعي لإعادة دمج دمشق ضمن المنظومة العربية.
ماذا بعد الزيارة؟
يتوقع مراقبون أن تلي الزيارة خطوات عملية، منها:
- توقيع اتفاقيات ثنائية للطيران المدني
- تحديد جدول زمني لتسيير الرحلات
- تنسيق أمني وملاحي مشترك
- إعادة تفعيل مكاتب الحجز والخدمة في دمشق والرياض
- وفي حال تم الاتفاق النهائي، فقد نشهد أول رحلة مباشرة بين الرياض ودمشق خلال أشهر قليلة، لتكون بذلك خطوة رمزية كبرى في مسار إعادة العلاقات بشكل شامل.
إتبعنا