وسط تصاعد الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، يستعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لطرح ثلاثة سيناريوهات رئيسية أمام المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت” لحسم مستقبل الحرب على غزة.
الخيار الأول يتمثل في اجتياح مناطق مكتظة مثل مدينة غزة وبعض المخيمات وإجبار السكان على النزوح جنوبًا، بينما يقترح الخيار الثاني تطويق تلك المناطق وشن عمليات استنزاف ضد حماس دون اجتياح شامل. أما الخيار الثالث، فيقوم على استمرار الوضع الراهن والمراوحة في مفاوضات الصفقة، لكنه بات يتراجع في ظل قناعة إسرائيلية بأن حماس غير مستعدة للتوصل إلى اتفاق وفق الشروط الإسرائيلية.
وتأتي هذه التحركات في ظل انقسام داخلي حاد، حيث يدعم وزراء مثل سموتريتش وبن غفير خيار الاحتلال الكامل، بينما يفضل آخرون، مثل وزير الخارجية ورئيس مجلس الأمن القومي، خيار التطويق التدريجي. من جهتهم، يعارض القادة العسكريون، وعلى رأسهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، أي توغل بري بسبب المخاطر على حياة الأسرى وتآكل قدرات الجيش.
خلال جلسات مغلقة، حذر هاليفي من أن عمليات برية غير محسوبة قد تؤدي إلى مقتل الأسرى، مستشهدًا بحادثة رفح الأخيرة التي قُتل فيها ستة أسرى نتيجة قصف نفق دون معلومات دقيقة عن مكان احتجازهم. هذا التحذير أدى إلى مشادات كلامية مع وزراء متشددين لا يزالون يدفعون باتجاه الحسم العسكري الكامل.