وقّع 175 جندياً احتياطياً في جيش الاحتلال الإسرائيلي عريضة تحذر من تداعيات تنفيذ خطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بحسب ما ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية، الثلاثاء.
يأتي ذلك بعد أن وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ليل الخميس الجمعة، على الخطة الأمنية التي قدّمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ”هزيمة” حركة حماس في قطاع غزة، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء. وقال المكتب في بيان إنّه بموجب هذه الخطة فإنّ “الجيش الإسرائيلي يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على السكّان المدنيين خارج مناطق القتال”.
وقالت هيئة البث: “وقّع 175 جندياً احتياطياً عريضة تطالب بإنهاء الحرب وعودة المخطوفين (الأسرى)، ونشرت الثلاثاء في برنامج على القناة الثانية”. وفي العريضة ناشد الجنود الإسرائيليون، وبينهم مقاتلون، الحكومة وهيئة الأركان، قائلين إن “إطالة أمد الحرب وتوسيعها المخطط له يضرّان بأمن إسرائيل ويعرضان حياة المخطوفين لخطرٍ بالغ”، وأضافوا أن “استمرار الحرب يُلحق بنا وبعائلاتنا خسائر فادحة في أرواحنا وأجسادنا”، كما “تُفضي الحرب إلى مقتل أشخاص غير مشاركين على نطاق واسع (…) وتُشوّه سمعتنا في العالم وتعزلنا دولياً، وتُبدد أي فرصة للاستقرار ومستقبل أفضل”.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وتبدأ خطة نتنياهو باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيّمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ورفضاً لهذه الخطة، قالت عائلات الأسرى وقتلى الجيش، الأحد، إنها تعتزم تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 أغسطس/آب الجاري، ولاحقاً أعلنت شركات وجامعات نيتها المشاركة. وكانت أمهات محتجزين إسرائيليين قد هددن نتنياهو بـ”ملاحقته” إذا أقدم على احتلال ما تبقّى من قطاع غزة وأدّى ذلك إلى مقتل الأسرى. ونقلت القناة 12، الأحد عن والدة محتجز إسرائيلي قولها مخاطِبةً نتنياهو: “إذا قمتَ باحتلال أجزاء من غزة وقُتل المختطفون، فنحن سنلاحقك… سنذكّر شعب إسرائيل كل يوم بأنك كنت قادراً على التوصّل إلى صفقة، وبدلاً من ذلك، فضّلتَ قتلهم”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 61 ألف شهيد وما يزيد عن 153 ألف مصاب من الفلسطينيين، فضلاً عن أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.