وصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية اعتراف 9 دول جديدة بدولة فلسطين، وذلك بعد قرابة العامين من هجوم حركة حماس، بـ”النكسة الكبيرة” لإسرائيل، التي وجدت نفسها الآن في مواجهة 153 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية.

وقالت الصحيفة، إن هذه الخطوة تمثل إنذاراً لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورغم الدعم الذي تحظى به تل أبيب من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنها تواجه خيارات صعبة بشأن كيفية التعامل مع الموقف الدولي الآن.

وتضيف، إن “إسرائيل تلقت ضربة كبيرة، وتجد نفسها الآن محاصرة، حيث اعترفت 153 دولة بالدولة الفلسطينية، بعد عقود من الجهود لمنع هذا الاعتراف، مما خلق واقعاً دبلوماسياً جديداً. وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، كان واضحاً أن إسرائيل وصلت إلى مستوى متدنٍ على الساحة العالمية.

وفي السابق، كان الاعتراف يأتي بشكل أساسي من الدول العربية ودول عدم الانحياز، ولكن هذه المرة قادت دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، وكذلك كندا، وأستراليا وغيرها هذا التوجه، وتتوقع إسرائيل الآن أن الدول الديمقراطية القليلة التي لا تزال مترددة، مثل فنلندا واليابان وكوريا الجنوبية، ستنضم في النهاية.

حسم حرب غزة 

وفي أعقاب موجة الاعتراف بدولة فلسطين، حذرت القوى العالمية إسرائيل من الرد بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وحذرت من أن مثل هذه التحركات ستُعتبر استفزازاً مقصوداً، وقد تثير ليس فقط الإدانات، بل قد تؤدي لإجراءات عقابية من مجلس الأمن، أو حتى قطع العلاقات من قبل الدول الأخرى الرافضة لاستمرار الحرب في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي المباشر لإسرائيل هو إنهاء حرب غزة سريعاً، وبشكل حاسم، بدعم من الولايات المتحدة، للحد من مخاطر العزلة المتزايدة. وإن القتال المطول يزيد من خطر المقاطعة، والاحتجاجات، والملاحقات القانونية في الخارج ضد إسرائيل، والحوادث المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم.

وفي حين أن اعتراف 9 دول أخرى بالدولة الفلسطينية ليس له تأثيراً عملياً على الأرض، كونه لا يغير شيئاً بالنسبة للفلسطينيين في رام الله أو نابلس أو دير البلح، ولكن رمزيته تضر بإسرائيل. 

وكان مشهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمبعوث الفلسطيني يتلقيان التصفيق في نيويورك بمثابة “إهانة دبلوماسية”، زاد من وطأتها فشل إسرائيل في تقديم رؤية بديلة للمنطقة.

ومع ذلك، فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن تقوم إسرائيل برد فعل قوي لردع المزيد من الاعترافات بفلسطين لطمأنة مواطنيها، حتى لو تآكلت قدرتها على الردع الفعلي على الساحة الدبلوماسية.

وسعت حكومة نتنياهو أيضاً إلى حشد قادة المعارضة في الخارج. فقد تحدث وزير الخارجية جدعون ساعر مع شخصيات معارضة في أستراليا وكندا والمملكة المتحدة، مما أثار انتقادات حادة لتحركات حكوماتهم بالاعتراف بفلسطين.

شاركها.