ياسر برهامي أو مفتي الاحتلال

وطن في تصريحات صادمة أثارت غضبًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وصف الداعية السلفي المصري ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر، قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأنهم “يعانون من خلل نفسي”، محمّلًا إياهم المسؤولية عن المجازر التي وقعت في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
الجدل تفجر بعد تداول مقاطع من دروس لبرهامي، قال فيها إن “الخلل العقلي هو ما يدفع لجرّ الأبرياء إلى المواجهة مع قوة عظمى”، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية. كما شدد على أن “الجهاد ضد الأنظمة أو الاحتلال لا يجوز شرعًا في ظل معاهدات السلام”.
وأكد برهامي في حديثه أن معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل تُحرّم الصدام العسكري، واصفًا الدعوات لمقاومة الاحتلال أو دعم الفصائل الفلسطينية بأنها “مخالفة للشرع والنصوص”، محذرًا من “دفع الأمة إلى المهالك باسم المقاومة”.
هذه التصريحات أثارت عاصفة من الردود، حيث اعتبر ناشطون أن برهامي يتماهى تمامًا مع الخطاب الصهيوني، ويتحدث “بلسان الاحتلال”، في وقت يتعرض فيه القطاع لحصار وتجويع وقتل ممنهج.
ورأى متابعون أن برهامي “أعاد تدوير الخطاب الرسمي العربي المهزوم”، مكرّسًا فكرة الاستسلام كخيار ديني وليس فقط سياسي. فيما قال آخرون إن موقفه يتقاطع بوضوح مع دعوات التهجير التي تُطرح لتفريغ غزة من أهلها، لا سيما بعد أن أفتى سابقًا بجواز “نقلهم إلى أراض أخرى إن كان ذلك أهون الضررين”.
برهامي، الذي عرف لسنوات بخطابه المحافظ، يظهر اليوم في موقف وصفه البعض بأنه “أقرب إلى فتاوى الاحتلال منه إلى نصوص القرآن”، وهو ما دفع البعض لتسميته بـ”مفتي الاحتلال”.
حتى اللحظة، لم يصدر أي توضيح أو اعتذار من برهامي، بينما تتواصل حملة التنديد الواسعة به، وسط تساؤلات ملحّة:
كيف يُمكن أن يكون الجهاد محرّمًا والاحتلال مباحًا؟