شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، في الصالون الثقافي بماسبيرو، تناول فيها أبرز القضايا الداخلية والخارجية التي تواجه الدولة المصرية، كاشفًا عن قرارات مهمة ومواقف حاسمة إزاء التحديات الراهنة.

في مستهل حديثه، أعلن الوزير عن خطة حكومية لإعادة فتح جميع الشوارع والطرق المغلقة المحيطة بالسفارات الأجنبية في القاهرة. 

وأوضح أن الدولة قررت إزالة الحواجز التي تعيق المرور والمشي على الأرصفة، مع تنفيذ هذه الخطوة بشكل تدريجي وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة، لضمان تحقيق التوازن بين إجراءات التأمين والحفاظ على حقوق المواطنين في التنقل بحرية. 

وأضاف أن هذا القرار يأتي استجابة لحرص الدولة على استعادة المشهد الحضاري للشوارع الرئيسية، وتخفيف المعاناة عن سكان وزوار المناطق التي تأثرت على مدى سنوات بالإغلاقات الأمنية.

وأكد عبد العاطي أن فتح الطرق لن يقتصر على مواقع محددة، بل سيشمل جميع السفارات التي فرضت حولها قيود مرورية، مشيرًا إلى أن القاهرة، مثل غيرها من العواصم الكبرى، ينبغي أن تحتفظ بانسيابيتها الطبيعية بعيدًا عن العوائق الدائمة. وشدد على أن أمن البعثات الدبلوماسية سيبقى أولوية قصوى، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الحياة اليومية للمواطنين.

وانتقل الوزير بعد ذلك إلى استعراض التحديات التي تواجه مصر والمنطقة العربية، محذرًا من “مؤامرات وتحديات وجودية تحيط بالدولة المصرية من كل الجبهات”، مؤكداً أن التاريخ لم يشهد من قبل اندلاع أزمات بهذا القدر من التزامن. وأوضح أن هذه التحديات تستلزم يقظة دائمة من مؤسسات الدولة، التي أثبتت قدرتها على حماية الأمن القومي وصون المصالح الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، شدد عبد العاطي على أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات السياسة الخارجية المصرية، معتبرًا أن ما يشهده قطاع غزة من “إبادة وتجويع” يهدد مستقبل القضية برمتها. وأشار إلى أن استهداف المدنيين بات ممنهجًا حتى في أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، لافتًا إلى أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع “محدود للغاية”، ولا يتجاوز 200 شاحنة يوميًا في أحسن الأحوال، وهو ما لا يلبي أدنى احتياجات السكان.

كما تطرق وزير الخارجية إلى قضية المياه، واصفًا إياها بأنها “التحدي الوجودي الأول لمصر”. وقال بحزم: “لن نتهاون في قطرة مياه واحدة”، مؤكدًا أن الدولة لن تسمح بأي مساس بحقوقها المائية، وأنها تضع هذا الملف في صدارة أولوياتها القومية.

وختم عبد العاطي كلمته بالتأكيد على أن مصر ماضية في الدفاع عن مصالحها الحيوية، وحماية أمنها القومي، والدفاع في الوقت نفسه عن قضايا الأمة العربية. وأضاف أن قوة مؤسسات الدولة وصلابتها تمثل الضمانة الأساسية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، قائلاً: “مصر لن تُمس بسوء”.

شاركها.