بحث وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الاثنين، مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقترحا من واشنطن لصفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب بغزة، وفق إعلام عبري.

جاء ذلك خلال لقاء بمدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، وفق القناة “12” العبرية الخاصة التي لم تحدد وقت وصول الوزير الإسرائيلي للولايات المتحدة أو مدة زيارته.
يأتي ذلك بعد أن قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، إن تل أبيب “تدرس بجدية مقترح ترامب الجديد، لكن حماس ستستمر في تعنتها”، على حد زعمه.
ومن جانبها، أعلنت حركة “حماس” الأحد، أنها تلقت عبر الوسطاء أفكارا من الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، مؤكدة ترحيبها بأي تحرك يساعد في إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
ومرارا، أعلنت “حماس” استعدادها لإبرام صفقة شاملة مع تل أبيب لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة، لكن نتنياهو كان يرفضها ويصر على مقترحات جزئية تتيح له المماطلة ووضع شروط جديدة في كل مرحلة تفاوض.

 

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأوضحت القناة “12” نقلا عن مسؤول أمريكي مطلع على التفاصيل لم تسمه، إن اجتماع الأطراف الثلاثة “ناقش المقترح الأمريكي لصفقة تبادل المختطفين (الأسرى) وإنهاء الحرب في غزة، وكذلك الخطة الأمريكية لما بعد الحرب في القطاع”.
وقالت القناة، إنه وفقا للمقترح الجديد “سيتم انسحاب كامل لإسرائيل، مشروطًا بقدرة الحكومة الجديدة في غزة على فرض الأمن”.

 

والأحد، أشارت هيئة البث العبرية الرسمية والقناة “12” إلى أن مقترح ترامب الجديد يتضمن “تغييرات جوهرية مقارنة بالمقترحات السابقة”.
وبموجب المقترح الجديد، وفق الهيئة، يتم في اليوم الأول للصفقة إطلاق سراح جميع المحتجزين البالغ عددهم 48 بينهم قتلى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام الكبيرة وآلاف المعتقلين.
ويشمل المقترح أيضا وقف إسرائيل عملية “مركبات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة، ويُفتح فورا مسار تفاوضي بإدارة من ترامب شخصيا لإنهاء الحرب.
وبعد أكثر من 3 أسابيع من القصف المكثف على غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري إطلاق عملية “عربات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة بالكامل، ما أثار انتقادات واحتجاجات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود.
ووفق القناة “12”، فإن مقترح ترامب يطالب “حماس” بأن تعتمد على وعوده بإنهاء الحرب، وعلى الافتراض أنه بعد الإفراج عن الأسرى، فإن إسرائيل ستجد صعوبة في الحصول على “شرعية داخلية وخارجية لمواصلة القتال في غزة”.
وعلى الصعيد ذاته، نقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات ادعاءها بأن “المقترح الأمريكي ينسجم مع مطالب إسرائيل لوقف الحرب”.
وفي 18 أغسطس/ آب الماضي وافقت “حماس” على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، لكن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه ويتكوف ووافقت عليه تل أبيب.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، وخلّفت 64 ألفا و522 شهيدا، و163 ألفا و96 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 393 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا.

شاركها.