ودّعت غزة اليوم أحد أبرز نجومها الرياضيين، اللاعب سليمان العبيد، المعروف بلقب “بيليه فلسطين”، الذي ارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال بينما كان يقف في طابور للحصول على الخبز لأطفاله الخمسة.
العبيد، الذي لطالما راوغ الحصار كما راوغ المدافعين في الملاعب، ومرّر الفرح في شوارع غزة المكلومة، سقط صامتًا في صباح بلا مباراة. لم يحمل حقيبته الرياضية، بل حمل وجع الجوع، وركض نحو طابور المساعدات لا نحو الشباك، فكانت الرصاصة أسرع من حلمه.
رحيل العبيد أثار صدمة في الأوساط الرياضية والشعبية. النجم المصري محمد صلاح كسر صمت العالم وغرّد مطالبًا بالعدالة، بينما واصلت الفيفا إصدار بيانات “باردة” لم تغيّر واقعًا يفتك بالحياة والأمل.
الخبيرة الأممية فرانشيسكا، التي سبق أن زارت غزة ووثقت وجوه أطفالها قبل أن تبتلعهم الأنقاض، طالبت بإبعاد الاحتلال عن المحافل الرياضية، مؤكدة أن “في غزة… حتى الأبطال يموتون جائعين”.
رحل سليمان، لكن اسمه سيظل يتردد في المدرجات، وصورته لن تغيب عن ذاكرة الملاعب. في غزة، قد يُقتل الأبطال، لكن الحلم لا يُهزم.