رحل أنس كما أراد، ثابتا على المبدأ مؤمنا أن ما عند الله خير وأبقى.. د.مـ.ـه الآن صار حبرا يكتب به التاريخ أن الصحافة في غـ.ز.ة تمارس بالروح قبل القلم وبالـ.د.م قبل الحبر

عذرا آن للصّوت أن يرتاح آن للصّوت ألّا يستمر.. أقسم أن لا يغادر غـ.ز.ة إلا شـ.هيـ.ـد.ا وقد وفّى بالقسم✋ pic.twitter.com/9zCjIQIo7M

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) August 11, 2025

استُشهد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف خلال تغطيته للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعدما شكّل لأعوام صوتًا صادقًا ينقل معاناة الفلسطينيين من قلب الميدان إلى العالم.

عرفه الجمهور بصوته الواثق وعدسته التي لم ترتجف، حتى اللحظة الأخيرة. من مخيّم جباليا، حيث كان يحمل الكاميرا كما لو أنه يحمل وطنًا، ارتقى أنس شهيدًا، بعد أن تحوّل من ناقل للصورة إلى عنوان للخبر ذاته.

في رسالة مسجلة قال: “إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”… وكانت تلك وصيته الأخيرة.

كان أنس يحلم بالعودة إلى عسقلان، لكنه عاد إلى الله شهيدًا. لم يساوم على الحقيقة، ولم يخذل قضيته، أوصانا بفلسطين وأهلها، بطفليه شام وصلاح، بوالدته التي كانت تحرسه بالدعاء، وبزوجته التي ظلّت ثابتة كزيتونة.

رحل أنس، تاركًا خلفه دمًا صار حبرًا، ليكتب أن الصحافة في غزة تُمارس بالروح قبل القلم، وبالدم قبل الحبر.

سلامٌ عليك يا أنس… صوتك باقٍ، وإن صمت الجسد.

شاركها.