“وحدة SSD”.. وحدة تجسس روسية غامضة تخترق قلب أوروبا!

وطن في ظل تصاعد الصراع بين موسكو والغرب بسبب أوكرانيا، كشفت تقارير استخباراتية عن وحدة تجسس روسية سرية تُعرف باسم “SSD”، تعمل على تنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات في قلب أوروبا. وفقًا لما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (WSJ)، فإن “إدارة المهام الخاصة” التابعة للمخابرات الروسية، والتي يُطلق عليها اختصارًا “SSD”، تقود “حرب ظل” سرية ضد الدول الغربية المتحالفة مع كييف.
عمليات سرية واختراقات في أوروبا
تعمل وحدة SSD منذ عام 2023، حيث تم إنشاؤها ردًا على الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، نفذت هجمات تخريبية واغتيالات ووضعت أجهزة حارقة على الطائرات، إلى جانب محاولات اختراق الجامعات والشركات الغربية، واستقطاب العملاء الأجانب.
تشير التقارير إلى أن الوحدة تقف خلف سلسلة محاولات اغتيال لشخصيات بارزة، من بينها الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الأسلحة الألمانية، فضلًا عن استهداف طائرات DHL التجارية التي تستخدمها بعض الشركات الأوروبية الكبرى.
أندريه أفيريانوف.. العقل المدبر لوحدة SSD
يقود عمليات وحدة SSD الجنرال أندريه أفيريانوف، وهو مسؤول استخباراتي بارز في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، بينما يشغل إيفان كاسيانينكو منصب نائبه. تحت قيادتهما، تدير الوحدة مركزًا خاصًا لتدريب القوات الخاصة يُعرف باسم “سينيش”، حيث يتم إعداد عملاء النخبة للتسلل إلى الدول الأوروبية وتنفيذ هجمات سرية.
هل خفّضت روسيا أنشطتها الاستخباراتية تمهيدًا للتفاوض مع ترامب؟
بحسب مسؤولين استخباراتيين غربيين، هدأت الأنشطة العدائية لوحدة SSD مؤخرًا، بعد أن بلغت ذروتها في صيف 2024. ويربط محللون هذا التراجع بالمفاوضات المحتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي ألمح إلى إطلاق جهود سلام جديدة مع موسكو.
يثير هذا التحول مخاوف الأوساط الغربية، وسط قلق متزايد من أن إدارة ترامب قد تتخلى عن دعم أوكرانيا، وتعيد ترتيب العلاقات مع موسكو بعد ثلاث سنوات من القطيعة السياسية والعقوبات الاقتصادية.
موسكو تواجه اتهامات بالتخريب والاغتيالات
ترى روسيا أن الغرب متورط في الهجمات التي استهدفتها، بما في ذلك تفجير أنابيب “نورد ستريم”، واغتيال مسؤولين بارزين في موسكو. وبناءً على ذلك، تعتبر وحدة SSD أداة حيوية للردع والانتقام ضد الحكومات الأوروبية الداعمة لكييف.
ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تشهد أوروبا مزيدًا من عمليات التجسس والتخريب الروسي، أم أن العلاقات بين موسكو وواشنطن ستأخذ منحى جديدًا نحو التهدئة؟