وثائق تكشف تورط محمود عباس في اختطاف المعارض السعودي ناصر السعيد وطن
وطن كشفت وثائق تعود لحقبة ألمانيا الشرقية أن رئيس السلطة الفلسطينية الحالي، محمود عباس “أبو مازن”، شارك في اختطاف الكاتب السعودي ناصر السعيد، الذي كان أحد أشهر معارضي النظام السعودي في الخمسينات، والستينات، والسبعينات من القرن الماضي.
بدأ نشاطه الخطابي والكتابي بفضح فساد شركة أرامكو وإمعانها في إذلال الشعب السعودي، ليتوسع لاحقًا في فضح فساد النظام السعودي بأكمله.
في تلك الفترة، كان محمود عباس يشغل منصب ممثل حركة فتح في سوريا، حيث كان ناصر السعيد لاجئًا في دمشق. الوثيقة، وهي تقرير أرسله سفير ألمانيا الشرقية في دمشق، هينز فينتر، إلى وزارة خارجيته بتاريخ 7 كانون الثاني 1980، تشير إلى أن مدير المخابرات الجوية السوري، محمد الخولي، وهو أحد أقرب مستشاري الرئيس السوري حافظ الأسد، أبلغه بهذه المعلومات.
وفقًا للتقرير، جرى تواصل على أعلى المستويات بين النظام السعودي والنظام السوري لاستدراج ناصر السعيد من سوريا إلى لبنان، حيث أعدت العدة لخطفه وتسليمه إلى السفارة السعودية في بيروت.
وذكر سفير ألمانيا الشرقية أن رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري، طلب من محمود عباس استدراج ناصر السعيد وإرساله إلى لبنان، وإيهامه بأن هناك وسائل إعلام غربية تنتظره للحديث عن سيطرة جهيمان العتيبي على الحرم، والتي كانت قد انتهت للتو.
لكن أحد المقربين من ياسر عرفات، وهو عطا الله عطا الله “أبو الزعيم”، كان بانتظاره، حيث قام باختطافه بعد تخديره في أحد شوارع بيروت الغربية، ثم تسليمه إلى السفارة السعودية. نقلت طائرة سعودية خاصة السعيد إلى الرياض في اليوم التالي، ولا يعرف مصيره حتى يومنا هذا.
أفاد سفير ألمانيا الشرقية بأن “الخولي” أبلغه أن سرايا الدفاع، التي شكلها رفعت الأسد من النصيريين لحماية الأقلية النصيرية في سوريا، قد شاركت مع القوات الفرنسية الخاصة في اقتحام الحرم الشريف للقضاء على المعارض السعودي جهيمان العتيبي والمجموعة التي اشتركت معه.
ومع ذلك، أكد الخولي أن القوات الفرنسية هي من استخدمت الغازات السامة، وليس سرايا الدفاع، وذلك بموافقة من الحكومة السعودية والمؤسسة الدينية فيها.
كما ذكر التقرير أن سرايا الدفاع، التي ارتكبت مجزرة حماة الفظيعة في عام 1982، كانت ممولة من السعودية.
كان ناصر السعيد قد اكتسب شهرة واسعة خلال وبعد عملية السيطرة على الحرم الشريف، حين بث جهيمان العتيبي خطبًا عديدة عبر مكبرات الصوت في مكة المكرمة، تكشف فساد العائلة السعودية الحاكمة، مستندًا في جزء كبير منها على كتابات ناصر السعيد. هذا الأمر دفع النظام السعودي لاتخاذ قرار لا مفر منه، وهو اختطاف ناصر السعيد بأي ثمن.