اخبار

واشنطن بوست: سلاح “حماس” يعرقل محادثات المرحلة التالية لوقف إطلاق النار

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده جيري شيه وحازم بعلوشة قالا فيه إن سلاح حماس هو العقبة الرئيسية في جهود تمديد وقف إطلاق النار. فقد  استمر الاتفاق الذي تم تحقيقه بصعوبة رغم الخلافات على تبادل الأسرى والسجناء والإنتهاكات له والإعلان المفاجئ لدونالد ترامب بأنه يريد تهجير سكان غزة والسيطرة عليها. إلا أن الهدنة الهشة، تدخل على ما يبدو منعطفا خطيرا، حيث بدأت المرحلة الأولى من 42 يوما تقترب من نهايتها يوم السبت.

ويبدو أن الوسطاء لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق لبدء المرحلة الثانية والتي ستشهد الإفراج عن كل الأسرى لدى حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف دائم للحرب. وفي قلب الطريق المسدود يكمن سؤال: هل يمكن إقناع حماس أو الضغط عليها لوضع أسلحتها ومغادرة القطاع كشرط يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لوقف الحرب، أو يتنازل نتنياهو ويدفع الثمن السياسي؟

وبحسب الصحيفة يقول المحللون إن نتنياهو وقادة حماس يواجهون ضغوطا سياسية متناقضة تجعل من التوصل لاتفاق المرحلة الثانية أصعب من الأولى، مما يعني أن استئناف الحرب هي مسألة وقت.

وبالنسبة لنتنياهو، الذي أعلن منذ فترة طويلة أن هدفه من الحرب هو “سحق” حماس، فإن القرار بإنهاء الحرب قبل موافقة الحركة على نزع سلاحها من شأنه أن يثير غضب شريكه اليميني المتطرف في الائتلاف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي تعهد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا لم يقم رئيس الوزراء بالقضاء على الحركة كقوة سياسية وعسكرية. وفي الأسابيع المقبلة، سيحتاج نتنياهو إلى سموتريتش إلى جانبه أكثر من أي وقت مضى لتمرير الميزانية قبل الموعد النهائي في 31 آذار/مارس وتجنب إسقاط الحكومة والدعوة لانتخابات جديدة.

وبالنسبة لحماس، فإن التخلي عن أسلحتها يتناقض مع سبب وجودها المعلن للكفاح المسلح ضد إسرائيل حتى تنسحب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد قال مسؤولون في حماس مؤخرا إنهم منفتحون على تقاسم السلطة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، لكنهم يصرون على الاحتفاظ بالقدرات القتالية، وهو الدور المماثل للدور الذي تلعبه جماعة حزب الله المسلحة في لبنان.

وبعد نشر صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلة يوم الاثنين مع موسى أبو مرزوق، أحد قادة حماس البارزين، تحدث فيها عن إمكانية مناقشة قضية نزع السلاح، سارع العديد من قادة حماس الآخرين إلى إصدار بيانات تنفي تصريحاته. ونقلت “واشنطن بوست” عن  سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لحماس، قوله إن: “سلاح المقاومة ليس محلا للنقاش أو التفاوض، فهو مقدس ولا يمكن التنازل عنه”.

 وقالت الصحيفة إن المبعوث الخاص لترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أعلن في الآونة الأخيرة، وأكثر من مرة عن ضرورة مواصلة الجانبين المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

ولكنه  قال يوم الأحد، قبل جولة حاسمة في الشرق الأوسط،  في تصريحات لشبكتي “سي إن إن” و”سي بي إس” إن البيت الأبيض سوف يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى.

ويقول بعض المحللين إن الحديث عن تمديد الهدنة الحالية، والتي أعرب مسؤولون من حماس وإسرائيل أيضا عن استعدادهم للنظر فيها، يعكس كيف أن الآمال في التوصل إلى اتفاق المرحلة الثانية ونهاية سريعة للحرب قد تتلاشى.

ويقول ديفيد ماكوفسكي، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومستشار سابق لوزارة الخارجية الأمريكية للمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية: “السؤال هو، إلى متى يمكن أن يستمر التمديد؟” و “بالنسبة لنتنياهو، إنه مزيج من القناعة الاستراتيجية والحسابات السياسية، أعتقد أنه يعتقد حقا أن القوة هي السبيل الوحيد للتعامل مع حماس، وهو ما تعززه الحسابات السياسية لوزير المالية سموتريتش الذي قال إنه سيسقط الحكومة”. وأضاف ماكوفسكي أنه إذا كان على نتنياهو الاختيار بين المرحلة الثانية أو المزيد من الحرب”، فـ “أعتقد أنهم سيقاتلون”.

وبدأ تأثير اليمين المتطرف على نتنياهو مما نشره سموتريتش على “إكس” قائلا إنه ضغط على نتنياهو لإضافة العمليات العسكرية الموسعة في الضفة الغربية إلى أهداف الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل في غزة. وبعد أيام من اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت إسرائيل في 21 كانون الثاني/يناير أكبر عملية عسكرية في الضفة الغربية، وشنت غارات جوية وجرفت البيوت ودمرت البنى التحتية وشردت أكثر من 40,000 فلسطينيا.

وتقول الصحيفة إن فكرة العودة مرة ثانية إلى غزة واجهت مقاومة من بعض المسؤولين الإسرائيليين، الذين قالوا إن إسرائيل لا تستطيع تحقيق أي أهداف عسكرية أخرى بعد قصف غزة لمدة 15 شهرا.

 ومع ذلك، وضع جيش الدفاع الإسرائيلي خططا لتجديد القتال، فيما يواجه كل من نتنياهو وحماس ضغوطا لإنهاء الحرب التي بدأت عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7  تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع استمرار عملية تبادل الأسرى في الأسابيع الأخيرة، دعا العديد من الإسرائيليين نتنياهو إلى المضي قدما إلى المرحلة التالية وإطلاق سراح كل من تم أسرهم. وبحسب استطلاعات أجراها معهد الديمقراطية الإسرائيلي بين 28 كانون الثاني/يناير  و2 شباط/فبراير، فسبعة من كل عشرة إسرائيليين يؤيدون انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وتأمين كل الأسرى المتبقين وإنهاء الحرب.

 ووفق الصحيفة ففي غزة، واجهت حماس أيضا الإحباط المتزايد بين الفلسطينيين لأن وقف إطلاق النار لم يجلب التحسن الموعود في ظروف المعيشة أو يشعل شرارة إعادة الإعمار. ومع استمرار نقص الجرافات والوقود والخيام، كافح السكان الذين عادوا إلى الجزء الشمالي المدمر من قطاع غزة لإيجاد مكان لإقامة خيام مؤقتة بين الأنقاض. ولا يزال العديد منهم غير قادرين على انتشال أقاربهم القتلى من تحت المنازل المنهارة. وقال إبراهيم مدهون، وهو محلل من غزة ومقرب من حماس، إن الحركة لا ترغب في استئناف الحرب: “الوضع الإنساني في غزة اليوم سيء جدا، حيث يعاني الناس من ظروف تتجاوز قدرة البشر على التحمل. ونتيجة لهذا، يتم اتخاذ كل قرار بحذر شديد للحفاظ على ما تبقى من الحياة والكرامة. وفي نهاية المطاف، تظل أولويات حماس تركز على حماية الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، دون المساس بالمبادئ الأساسية أو السماح للاحتلال باستغلال الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *