قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن العقيقة هي الذبيحة التي تُقدَّم عن المولود من بهيمة الأنعام شكرًا لله تعالى، وتُشترط فيها النية وبعض الضوابط الشرعية الخاصة، موضحًا أن العقيقة سنة مؤكدة، ويبدأ وقتها من لحظة تمام انفصال المولود حيًّا عن أمه، ويُستحب أن يكون الذبح في اليوم السابع من ولادته، فإن لم يتيسر ففي اليوم الرابع عشر، ثم في اليوم الحادي والعشرين، وإن لم يُمكن ذلك ففي أي يوم بعده.

وأضاف الدكتور عاشور، في رده على سؤال ورد إليه حول جواز الجمع في العقيقة لأكثر من ولد، أن المقدار المقرر شرعًا هو شاتان عن المولود الذكر وشاة واحدة عن المولودة الأنثى، مشيرًا إلى أنه يجوز الاكتفاء بشاة واحدة عن الذكر أو الأنثى في حال تعذر الذبح بالعدد المستحب. 

وأوضح أن الجمع بين أكثر من مولود في عقيقة واحدة أمر جائز، إذ يمكن أن تكفي البقرة الواحدة عن سبعة أشخاص، كما ورد في نصوص الفقهاء.

وفي السياق ذاته، أوضحت دار الإفتاء المصرية، في بيان نُشر عبر صفحتها الرسمية، أفضل الطرق الشرعية لأداء العقيقة، وذلك ردًّا على سؤال من أحد المواطنين الذي استفسر عن الأفضل شرعًا لعمل عقيقة لثلاث بنات، وهل يُفضل ذبح ثلاثة خراف أم عجل واحد بما يوازي قيمتها؟.

وأكدت دار الإفتاء أن المعيار في ذلك هو ما كان أكثر نفعًا وأوفر لحمًا، موضحة أنه إذا كان العجل مستوفيًا لشروط الأضحية والعقيقة، فإن ذبحه أولى من ذبح ثلاثة خراف؛ لأنه يحقق نفعًا أكبر للفقراء والمحتاجين ويجمع الخير في صورة أوسع.

كما تناول الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تفصيلًا لأحكام العقيقة وضوابطها، موضحًا أن العقيقة سنة مستحبة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قام بها نال الثواب، ومن تركها فلا إثم عليه. 

وبيَّن عاشور أن الذكر يُذبح عنه شاة واحدة كحد أدنى أو اثنتان كحد أقصى، أما الأنثى فيكفيها شاة واحدة، كما أجاز الاشتراك في بقرة واحدة إذا كان الأب لم يعق عن أبنائه من قبل، فيُخصص سهم لكل مولود منهم، فيجوز أن يشترك ثلاثة أبناء في بقرة واحدة بثلاثة أسهم.

وأشار أمين الفتوى إلى جواز التوكيل في ذبح العقيقة، مبينًا أنه إذا كان الأب خارج البلاد فيجوز أن يوكّل من يثق به في الذبح داخل مصر وتوزيع اللحم على الفقراء والأهل، إلا أن هذا الذبح حينها يُعد صدقة عن الأبناء وليس عقيقة بالمعنى الشرعي الكامل، لأن شرط النية والقيام بالفعل بنية العقيقة هو ما يميزها عن غيرها من الصدقات.

وختم الشيخ ممدوح توضيحه بالتأكيد على أن مقصود العقيقة هو شكر الله تعالى على نعمة الولد، وإدخال السرور على المحتاجين، وإظهار شكر النعمة، مشيرًا إلى أن الإسلام جعلها من السنن المؤكدة التي تُظهر روح التكافل والمودة في المجتمع.

 

شاركها.