اخبار

“هارتس” : التفاخر بنصر كامل في حرب غزة “غير واقعي” وحماس لم تستسلم

قال المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هارئيل، الجمعة، إن التفاخر بما يسمى “النصر الكامل” في الحرب على غزة والذي يروج له أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفتقر إلى الأساس الواقعي.
وأضاف هارئيل، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة “هآرتس” العبرية: “لا يوجد أساس للتفاخر بالنصر الكامل من قبل أنصار نتنياهو. يجب أن يكون المرء تابعا أعمى تخلص من كل بقايا الشك والنقد ليصدق أن إسرائيل هزمت حماس بالفعل”.
وأشار إلى أن “حماس، رغم تلقيها ضربة عسكرية هائلة، لم تستسلم.. بل إنها تعمل تدريجيا على استعادة سلطاتها المدنية في غزة وبدأت في إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية”.
وأردف: “هذا الوضع يتناقض مع تصريحات نتنياهو حول أهداف الحرب، ووعوده التي أطلقها خلالها”.

وتطرق هارئيل إلى الدور الأمريكي في المنطقة، مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة بمراحله كاملة، على عكس رغبة نتنياهو في التركيز فقط على المرحلة الأولى.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأشار هارئيل إلى زيارة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، معتبرا أنها تعكس الاهتمام الأمريكي بالتقدم في تنفيذ الاتفاق.
ووصل ويتكوف إلى إسرائيل بطائرته الخاصة في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، والتقى بنتنياهو حيث نقل رسائل له بضرورة بدء المحادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحرص على استكماله بمراحله الثلاث، وفق هيئة البث العبرية.
وأضاف هارئيل: “تنظر واشنطن إلى المرحلة الأولى من الصفقة كخطوة انتقالية ضرورية نحو المرحلة الثانية، والتي تُعد بدورها تمهيدًا لصفقة أكبر، تتضمن عقودًا اقتصادية ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية، إلى جانب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل”.
وتابع: “المبعوث ويتكوف هنا (في إسرائيل) لضمان استمرار إسرائيل على المسار الذي حدده ترامب”.
وذكر ان “التفاصيل الرئيسية ستُناقش الأسبوع المقبل في اجتماع بين ترامب ونتنياهو في واشنطن”، مشيرا إلى أن هذا اللقاء “يحمل أهمية خاصة”.
وبحسب هارئيل “إسرائيل ترى في هذا اللقاء شرفا كبيرا، حيث سيكون نتنياهو أول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض منذ تنصيب ترامب. لكن من المرجح أيضا أن يفرض ترامب مطالب على نتنياهو خلال هذا الاجتماع”.
تحديات التهجير
وفي السياق ذاته، أشار هارئيل إلى تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة، مبرزا الصعوبات العملية التي تواجه تنفيذ هذا المقترح.
وأوضح أن “الفكرة تهدف جزئيا إلى الحفاظ على استقرار ائتلاف نتنياهو مع اليمين المتطرف”.
واستدرك قائلا: “في الواقع، تبدو احتمالات تنفيذ هذا الخطة ضئيلة.. القوة التفاوضية لواشنطن في الشرق الأوسط بشأن الهجرة ليست بنفس فاعليتها كما هو الحال في أمريكا اللاتينية. ترامب يبدو وكأنه يتعامل مع غزة كما يتعامل مع مشاريع العقارات، ولكن إعادة توطين السكان تحتاج إلى تخطيط شامل وتعاون دولي”.
وأكمل: “هذه الأفكار تتقاطع مع الأمل القديم لليمين الإسرائيلي في إبعاد الفلسطينيين من المشهد، لكن كلا من هذه المخططات سيواجه النضال الفلسطيني المستمر، مدعوما من الدول العربية. في الوقت الحالي، من الصعب أن نرى حاكماً عربياً يدعم اقتراح ترامب بشأن الهجرة من غزة”.
وفي 25 يناير الجاري، اقترح ترامب ولأول مرة نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة”، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا.
ورفضت دول عدة مقترح ترامب، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.
كما شدت مصر على أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدة العزم على العمل مع ترامب للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *