هآرتس: حرضوا على قتل رابين و الآن “يقتلون” ديمقراطية “إسرائيل”
قال الكاتب الإسرائيلي دورون ويبر في مقال له بصحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية إن محاولة تصفية القضاء التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاليا هي امتداد طبيعي ومنطقي لقتل رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين -ومعه اتفاق أوسلو- عام 1995.
وأضاف ويبر أن نتنياهو كان من أشد من حرضوا ضد رابين مستغلا غضب المتدينين المتطرفين الساخطين على ما اعتبروه تخليا عن أرض يهودية.
وإيغال عمير -الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما عند قتله رابين- هو قومي متطرف تأثر بخطاب الحاخامات المتشددين، ووقتها انتقد كثير من الإسرائيليين أيضا خطاب نتنياهو المحرض ضد رابين.
بن غفير
أيضا، كان وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وأحد أبرز حلفاء نتنياهو حاليا من أشد المعارضين لرابين.
وقد شارك بن غفير عندما كان عمره 20 عاما في احتجاجات ضد رابين، واستطاع مع آخرين الوصول إلى سيارة رئيس الوزراء وقتها والاعتداء عليها، وصرح حينها بأن بإمكانهم الوصول إلى رابين نفسه ما داموا وصلوا إلى سيارته.
وذكر ويبر أن البعض اعتقد أن المسار السياسي لنتنياهو انتهى بعد مقتل رابين، لكنه سرعان ما خالف كل التكهنات، ووصل إلى السلطة مستغلا -بمكر- رعب الناس من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
تهم ثقيلة
وذكر الكاتب الإسرائيلي أن نتنياهو يسعى من خلال التعديلات القضائية التي يقترحها إلى تجنب دخول السجن بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وقد عمل على تعيين عنصريين ومتطرفين في مناصب حكومية حساسة.
وقال إن شركاء نتنياهو يقفون ضد المحكمة العليا بشكلها الحالي، ويقدسون فكرة إسرائيل الكبرى، ويرفضون أي عملية تسوية يتم فيه التنازل عن الأرض لمصلحة الفلسطينيين.
وأكد أن مئات آلاف الإسرائيليين يعارضون بقوة مشروع نتنياهو ويرفضون التأسيس لدولة استبدادية لا توجد فيها محكمة مستقلة.
وذكر الكاتب أنه حتى أكثر قادة إسرائيل تشددا مثل مناحيم بيغن أو أرييل شارون وافقوا على تسوية ترتكز على مبادلة الأرض بالأمن، على حد تعبيره.
وأضاف أن نتنياهو هو رئيس الوزراء الوحيد منذ منتصف السبعينيات الذي لم يسع أبدا إلى عقد أي اتفاق سلام أو تسوية مع الفلسطينيين، ظانا أنه إذا بنى جدارا فاصلا فسيمكنه التظاهر بعدم وجود “5 ملايين فلسطيني في الجوار”.