لم تكن مصادفةً أن يخصّها دونالد ترامب بنظرة وابتسامة في الكنيست؛ فـ ميريام أديلسون، المليارديرة الأمريكية ذات الأصول الإسرائيلية، لم تتولَّ منصبًا رسميًا قط، لكنها تُعد المرأة الأقوى في السياسة الأمريكية من وراء الستار.
وريثة إمبراطورية القمار التي بناها زوجها شيلدون أديلسون، تحوّلت بعد وفاته إلى العقل والتمويل والقرار، وأكبر متبرعة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة، بشرطٍ ثابت في كل دعمها: “إسرائيل أولاً.”
في انتخابات 2016، موّلت حملة ترامب بـ 20 مليون دولار، وانتخابات الكونغرس بـ 113 مليونًا، إضافة إلى 5 ملايين لحفل التنصيب، في سعيٍ لضمان موقعٍ دائم لإسرائيل على طاولة القرار الأمريكي.
بعدها أعلن ترامب القدس عاصمةً للاحتلال ونقل السفارة من تل أبيب، في مشهدٍ جلست فيه أديلسون في الصف الأول، بينما كان الفلسطينيون يُقتَلون في غزة.
دعمت المستوطنات بـ 25 مليون دولار، ومؤسسة Birthright بنصف مليار، لجلب الشباب اليهودي إلى ما تُسمّى “أرض الميعاد”. وخلال الحرب الأخيرة، وصفت المحتجين الإسرائيليين بأنهم “أعداء”، قائلة:
“إذا أدنت حماس ثم قلت لكن، فأنت ميت بالنسبة لنا.”
لم تحمل ميريام أديلسون لقبًا رسميًا، لكنها أعادت رسم السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بمالها ونفوذها.